الإنجيليون الجدد… حين تتقاطع النبوءة مع السياسة

You are currently viewing الإنجيليون الجدد… حين تتقاطع النبوءة مع السياسة
في مدينةٍ القدس حيث تتنفس التاريخ من حجارتها، تلوح وجوه جديدة بين الأزقة والكنائس القديمة. هم من يسمّون أنفسهم المسيحيين الإنجيليين، جاؤوا من أقاصي الأرض ليبحثوا عن الإيمان في المكان الذي بدأ منه.
يؤمن هؤلاء بأنّ الإنسان لا يُولد مؤمنًا، بل “يُولد من جديد” حين يتجدّد قلبه بالروح، ويجعل من علاقته بالمسيح محور حياته. في ظاهر دعوتهم حنينٌ إلى النقاء الأول، وفي باطنها مشروعٌ روحي واسع، تتداخل فيه العقيدة بالسياسة، والنبوءة بالمصالح.
منذ عقود، أخذت مؤسسات إنجيلية كبرى، خصوصًا من الولايات المتحدة وأوروبا، تبسط ظلّها في فلسطين . هذه الجماعات ترى في عودة اليهود إلى “أرض الميعاد” تحقيقًا لوعدٍ توراتيٍّ يمهد الطريق لنبوءتهم الأساس: “العودة الثانية للمسيح”. من هنا، صار دعم إسرائيل عندهم ليس خيارًا سياسيًا بل شرطًا إيمانيًا وطقسًا يقرّبهم من تلك النبوءة.
يتحدثون عن السلام، لكنّهم يزرعون انقسامًا جديدًا في مدينةٍ مثقلة بالانقسامات. تنتشر كنائسهم الحديثة قرب أديرة عتيقة عمرها قرون، وترتفع تراتيلهم بالإنجليزية في أحياءٍ كانت تصدح بالسريانية والعربية. وفي حين يتبدّل الزوّار والوافدون، يبقى أبناء القدس الأصليون — من المسيحيين الفلسطينيين — أمناء على إرثهم الإيمانيّ والاجتماعي الأصيل؛ جذورهم ضاربة في الأرض، وإيمانهم متجذّر في ترابها لا في خرائط السماء السياسية.
القدس اليوم ترى في وجوه هؤلاء القادمين مزيجًا من التبشير والإبهار، من الطقس والتمويل، من النصّ والنية. لكنها، كما كانت دائمًا، تعرف أن الزمن يغيّر الوجوه، ولا يغيّر هوية المدينة. تبقى القدس — مهما تبدّلت التيارات والعقائد — قبلة الأرواح الباحثة عن معنى، ومرآة تكشف النوايا قبل الكلمات.
ارجو ان اكون قد نوهت إلى الوضع الراهن بما يكفي اذ ليست هنالك مصادر توثق هذه الظاهرة بوضوح في القدس لكن من المؤكد انها موجودة وهي بازدياد
الأخ منير قليبو-

اترك تعليقاً