بقلم د ناصيف قزّي-
هي الغريزة تطوف بالطيور إلى حيث الدِفءُ والغِذاءُ والأمان… الغريزة نفسها التي استنار بها الإنسان في مسار ترقّيه… إلى أن كانت العَصَبِيّة، ومفاهيم الهويّة والإنتماء، والتعلّق بالأرض، وحبّ الوطن… لتُلْصِقَه بالمكان، فيصبح جزءاً منه.
الطيور، إذن، تَمْلك المدى… أمّا الإنسان فحبيسُ الحَيّز والجدران…!؟
أيأتي يومٌ يتحرّر فيه الإنسان من ضيق المحدوديّة، ليعانق رحابة المدى…!؟
كم جميلٌ أن أتكنّى بإنسانيّتي، أولاً، وأجذب إليها، ثانياً، أبعاد انتماءاتي كلّها: العليا منها (الدينيّة والقوميّة والوطنيّة) والدنيا (الفكريّة والعائليّة والسياسيّة والمهنيّة وما إليها)… وأبرمج حياتي، بالتالي، على مقامها…!؟
إلى متى سيبقى العالم أسير العصبيّات والإنكماش والتشرذم والإحتراب…!؟
وحده، عالمٌ تغمره الإنسانيّة، وتدوزن كلّ ما فيه من مسارات وعلاقات، قابل للحياة.
Share via: