الاستجابة المتكاملة لحريق أحراج شدرا – عكار وإجراءات ما بعد الكارثة البيئية

You are currently viewing الاستجابة المتكاملة لحريق أحراج شدرا – عكار وإجراءات ما بعد الكارثة البيئية

اندلع حريقٌ واسع النطاق في الأحراج الواقعة ضمن خراج بلدة شدرا – عكار، في منطقةٍ جبليةٍ وعرةٍ يصعب الوصول إليها. وقد ساهمت الرياح الشرقية القوية في تسريع انتشار النيران واتساع رقعتها، ما شكّل تهديداً مباشراً للغطاء الحرجي والمنازل المجاورة.

تضافرت الجهود الميدانية للسيطرة على الحريق، إذ شارك عناصرُ الدفاع المدني من مراكزَ عدّة في محافظة عكار في عمليات الإطفاء، عبر تمديد أكثر من ١٢٠٠ متر من الخراطيم والوصول إلى بؤر الاشتعال الرئيسية من الجهة الشرقية. كما انخرط فريق درب عكار لمكافحة حرائق الغابات في الجبهة الجنوبية، مستخدماً ٥٠٠ متر من الخراطيم بالتعاون مع جمعية تدبير المزوّدة بمعداتٍ يدويةٍ ومضخاتٍ محمولةٍ على الظهر. وتمّ تنفيذ الأعمال في ظروف ميدانية صعبة وتضاريس شديدة الانحدار، تحت إشراف رئيس بلدية عندقت الأستاذ طاني حنا، الذي تولّى التنسيق بين الفرق المتواجدة والمتطوعين.

وساهم الجيش اللبناني عبر وحداته المنتشرة وطوافة تابعة للقوات الجوية في تنفيذ مهام التبريد الجوي للحدّ من تجدد النيران، فيما قامت بلدية شدرا ومتطوعوها والأهالي بتقديم الدعم اللوجستي والميداني عبر تزويد الفرق بالمياه والمعدات. كما شاركت وزارة الزراعة – مصلحة زراعة عكار في المراقبة الميدانية، إلى جانب فريق إسعافي من الصليب الأحمر اللبناني.

وقد قُدّر حجم الضرر الأولي بنحو ستة هكتارات من الغطاء الحرجي، بحسب تقديرات فريق درب عكار، فيما ساهم التنسيق بين الجهات المعنية في الحد من الخسائر ومنع تمدد الحريق باتجاه بلدتي عندقت ووادي عودين. ولا يزال الموقع تحت المراقبة تحسّباً لأيّ تجددٍ محتمل.

عقب هذه الكارثة البيئية، دعت جمعية درب عكار بلدية شدرا والجهات المختصة إلى اعتماد الإجراءات الوقائية الواردة في الدليل الإرشادي لما بعد الحريق Post-Fire Management Guidelines الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ووزارة البيئة اللبنانية (2023)، وذلك بهدف حماية التربة والحد من الانجراف والانزلاقات خلال موسم الأمطار. وتشمل أبرز التوصيات:

  1. تجنّب التدخل المباشر في الأراضي المحترقة خلال المرحلة الأولى وعدم إزالة بقايا الأشجار المتفحمة.

  2. تثبيت المنحدرات باستخدام حواجز ترابية أو خطوط خشبية للحد من سرعة الجريان السطحي.

  3. منع الرعي والأنشطة البشرية داخل المنطقة المتضررة لتسهيل التجدد الطبيعي للنباتات.

  4. تنفيذ مراقبة دورية لرصد أيّ علامات انجراف أو تهديد للبنية التحتية والمنازل المجاورة.

وأشادت الجمعية بالتعاون الميداني المثمر بين الدفاع المدني، درب عكار، جمعية تدبير، الجيش اللبناني، وزارة الزراعة، والبلديات، معتبرةً هذا النموذج مثالاً ناجحاً للاستجابة المتكاملة في مواجهة الكوارث البيئية. كما دعت إلى تعزيز الجهوزية المسبقة ووضع خطط شاملة لإدارة الغابات، لضمان التعافي المستدام للأنظمة البيئية وحماية الموارد الطبيعية والمجتمعات المحلية في محافظة عكار.

اترك تعليقاً