ليست طمأنينة البيت في فخامته،
بل في طاقته الخفيّة، في تلك الملائكة غير المرئية
التي تحوم بين الجدران، فتصنع لنا راحةً لا تُرى،
ونَفَسًا مطمئنًا لا يُقاس.
لا الأثاث الباهظ، ولا الديكور المترف،
يمنحك السلام إن كانت الجدران شاهدة على
صراخٍ دائم، وكراهية بلا سبب.
في بعض البيوت، يكفي أن تتمدّد على قطعة قماش
في أرض المطبخ، وتشعر أن الدنيا اتّسعت،
لأنك شعرت بـالوَنس والسكينة.
وفي بيوت أخرى، كلّ ركن ثقيل،
كلّ كرسي يرفضك، وكلّ جدار يدفعك للمغادرة.
في بيوت الروح:
لا كوابيس ليلاً،
لا عناكب في الزوايا،
لا غبار على العتبات،
لا جفاف في الورد،
ولا جوع في الموائد،
ولا صمت يُخفي القلوب.
فيها تحكي دون خوف، وتأكل دون قيد، وتنام دون قلق،
لأن البيت ليس مكانًا فقط،
بل حضنٌ تسكنه الأرواح، وتباركه الطمأنينة.