في اللوحة تظهر امرأة تحمل طفلاً بنظرة هادئة، وحولها أيادٍ تقدم العنب والقمح، وطيور بيضاء تحلّق كما لو كانت رسل سلام. كانت اللوحة مقسمة إلى مقاطع، وكأنها نافذة إلى عوالم مختلفة، لكنها جميعاً تلتقي في قلب الأم وطفلها.
ليست اللوحة مجرد مشهد ديني أو طبيعي، بل هي قصة عن العطاء المتبادل: الأم تمنح الحياة، الأرض تمنح الثمار، والطيور تمنح رسائل الطمأنينة. أما انقسام المشهد إلى أجزاء، فهو رمز لعالم ممزق لا يكتمل إلا بالمحبة والسلام.
أما الطفل في اللوحة، فليس طفلاً واحداً، بل يمثل كل الأطفال؛ دعوة لأن نحملهم برفق، كما تحمل الأم طفلها، ونمنحهم عنب الأرض وزيتون السلام قبل أن تمنحهم الكلمات.
أحب الناس اللوحة، لكنهم لم يتفقوا أبداً على تفسيرها. وربما كانت هذه هي الحكمة منها: أن تبقى حكايتها حيّة في قلوب كل من يراها.