الأب عبدو انطون –
منذُ بَدءِ التاريخِ في الأَرضِ شَرٌّ عاشَ فيهِ الناسُ جَحيمَ اختبارِ
حَيَّرَ القَلبَ والضَّميرَ طويلاً لا دَرَوا أَينَ الأَصلُ في ذي المسارِ
حَلَّلَ الكُلُّ مَصدَرَ كُلِّ فِعلٍ كانَ عَقلُ المرءِ مَكانَ القَرارِ
قيلَ: مِنْ آدَمَ أَتى كُلُّ إِثمٍ فاختَفَى مَعَ اللهِ صِدقُ الحِوارِ
عنهُ حيكَ حُسنُ المُنى والصفات والورى ذاكَ الوقت أنقى الديارِ
قامَ في الجنَّةِ يَرى اللهَ…يحكي مَعَهُ عندَ الليلِ والنهارِ
يَعرِفُ الحَقَّ والصَّوابَ تماماً نِعمَةُ اللهِ فيهِ سِرُّ افتِخارِ
قد عَصى أَمراً…جرَّ فيهِ مآسٍ كان في وَجهِ اللهِ نَقصُ اعتِبارِ
فيهِ يَقوى حالُ” الأَنا ” المستَميتُ لاحتِلالِ دَورِ اللهِ باحتِقارِ
طاقةُ الوَعيِ في الدماغِ استقرَّتْ رغمَ سَيرِ الـمَرءِ خارجَ الـمَدارِ
كيفَ بالعقلِ يُدرِكُ خالِقاً لا زالَ عَنْ فِكرِ خَلقِهِ في فرارِ؟!
قُدرَةُ الفَصلِ في القضايا تُقيمُ في الضَّميرِ، تأتي هِيَ بالثِّمارِ
إِنَّ نَقيضَ الـخَيرِ نَقصٌ في الكَمالِ جرَّ جاهلاً نحوَ سُوءِ الـخَيارِ
كيفَ يَـخطَــأُ الـمرءُ والفهمُ فيهِ؟! بيدَ حالُ النَقصِ سعى بالدَّمارِ
فالكمالُ سَيرٌ وَراءَ المسيحِ بُعدُنا عنهُ فيهِ كُلُّ العِثارِ
Share via:
0
Shares
