بشكلٍ عام، إنّ كل لجوء إلى العنف كحلّ للنزاعات يتناقض مع مفهوم السّلام والحلول المستدامة… بهذه العبارة استهل الخوري نسيم قسطون حديثه مع موقع شرقنا فيما يتعلق بالأحداث الجارية في غزة.
وقال الأب قسطون:” العنف يُبنى على فكرة رفض الآخر أو نبذ الآخر أو محاولة فرض الرأي على الآخر بقوّة الترهيب أو بالترغيب البعيد عن مفهوم العدالة”.
ثم أضاف:” إنّ الحصار المفروض على غزّة بدأ منذ زمن بعيد ولا شكّ بأنّ المجتمع الدولي لا يميّز بين إصراره على الحوار مع دولة قويّة هي إسرائيل ورفضه للحوار مع منظّمة كحماس من جهة وضرورة وقف النّزاع المسلّح الّذي يطال أكثر المدنييّن.”
ليكمل:” المشكلة الأكبر هي في التعامي من قبل الغرب عن العنف المستخدم من قبل الإسرائيليّين ضدّ المدنيّين تحت عناوين الإعتبارات العسكريّة أو الأخطاء الحربيّة وتركيز الضوء فقط على مسبّب الإعتداء المباشر في 7 تشرين الأوّل 2023.”
كما اعتبر الأب قسطون : “إن مسألة من بدأ السلسة ليست الأهم حين يتحوّل مجرى الأحداث إلى دوامّة عنفيّة تولّد رعباً وموتاً ودماراً يتجاوز بأضعاف سبب الإشكال الظاهر فيما السبب الحقيقي هو غياب أي جهد حقيقي لترسيخ الحلّ الأنسب وهو حلّ الدولتين”.
ليؤكد لنا إن الأحداث الجارية مؤلمة جدّاً وتقود الكثير من الناس إلى عدم التمييز الصحيح لأخذ المواقف العادلة ليقدم لناأمثلة:
-إنّ موت الأطفال مرفوض لأيّ فئةٍ انتموا.
-إنّ المزج بين الديانة والموقف سياسي مرفوض فاليهودية ديانة أمّا الصهيونيّة فإديولوجيا وغزّة ليست منطقة مصنّفة دينياً والدليل هو تنوّع الضحايا.
-إن المناطق السكنيّة أو المقرّات الطبيّة تحيّد في كلّ النزاعات عادةً أمّا في هذا النزاع فهي تستهدف تحت حجج واهية.
-إن الوقوف إلى جانب الأقوى عسكريّاً وماديّاً وتظهيره مظلوماً يتنافى مع الإعتبارات الإنسانيّة التي يتمّ تهميشها من قبل جزء كبير من الإعلام الغربي.
-إن التدمير الشامل لا يمكن من مقاربته من زاوية دينيّة أو سياسيّة ضيّقة فالإنسانيّة تقتضي أن نحافظ على الإنسان وكل ما يرتبط به في بيئته من أشخاص أو أماكن تشكّل تاريخه والتاريخ يعلّمنا أنّ الدمار لا يشمل الذاكرة الإنسانيّة التي لا تنسى الشرّ وإن غفلت أحياناً عن الخير!
ليختم حديثه قائلاً:” حيث يفقد الإنسان قيمته تسقط كلّ الإعتبارات الأخرى… والأسوأ هو الإكتفاء بالإستنكار دون القيام بمبادرات خاصّةً ممّن يفترض بهم أن يناصروا المظلوم ويقفوا إلى جانب العدالة…
فالصمت والتغاضي أو البرودة جرائم لا تقلّ فظاعة عن العنف والتدمير…
وهنا كلّ الفرق بين الضمير الميّت والضمير الحيّ!”
Share via:
