مع التطور المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، برزت تساؤلات فلسفية وعقائدية حول دور هذه التقنيات في تشكيل وعي الإنسان وتوجيه تفكيره. إذ يرى بعض الباحثين أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على أتمتة الوظائف والمهام، بل يمتد ليؤثّر في المنظومة القيمية، حيث يعزز بعض المفاهيم المادية والعقلانية التي قد تدفع نحو تشكيك الإنسان بمفاهيم الغيب والدين.
ويذهب البعض إلى اعتبار أن انتشار الذكاء الاصطناعي في مجالات الحياة كافة، وخصوصًا في ميادين التفكير التحليلي والتنبؤ، يخلق حالة من الثقة المفرطة في العقل البشري وفي الأنظمة المصطنعة، على حساب الإيمان بالقوى الغيبية. كما أن بعض التطبيقات التي تحاكي السلوك الإنساني أو تتنبأ بالمستقبل تطرح أسئلة وجودية عميقة قد تفضي بالبعض إلى مسارات فكرية إلحادية.
ومع ذلك، فإن هذا التأثير ليس حتميًا، بل يتوقف على خلفيات المستخدمين الثقافية والدينية، وعلى طبيعة الخطاب المرافق لاستخدام هذه التقنيات. ومن هنا تبرز الحاجة إلى تأطير أخلاقي وفكري لاستخدام الذكاء الاصطناعي، بما يحفظ التوازن بين التقدّم العلمي والقيم الروحية.
