الرابع من آب: جرحٌ في خاصرةِ الوطن

– بقلم أنيس معوشي –

 

سنةٌ على انفجار مرفأ بيروت.

سنةٌ على انفجارٍ ذهب ضحيّته 218 شهيد، وأكثر من 6500 جريح، الآلاف من الأشخاص تضرّرت منازلهم وتشرّدوا. مستشفيات، مدارس ومؤسسات من كافة القطاعات تدمّروا.

4 آب هزّ مشاعر وضمائر كل شعوب العالم، إلا مشاعر وضمائر المسؤولين اللبنانيين.

365 يوم مرّوا بوجعٍ وحسرةٍ وخَيبة، عاشوهم أهالي الضحايا بقلبٍ مفطورٍ مكسور.

365 يوم مرّوا دون حسيبٍ أو رقيب، لم نجد فيه أحد من المعنييّن مَن وقف وقفة بطل مسؤول، وأثلج قلبهم بوعدٍ للمحاسبة، ولو كان الكلام لا يقدّم ولا يُأخّر أمام هكذا كارثة وفاجعة.

4 آب 2020 كان ذاك اليوم المشؤوم، واليوم 4 آب 2021 هو الذكرى السنويّة الأولى لهذه النّكبة.

في هذا اليوم، تحضّر اللبنانيون كلّهم، للوقوف مع الأهالي، مع بيروت ومع لبنان، كل لبنان.

تمّ وضع نصبٌ تذكاري مع أسامي الضحايا في أرض المرفا، إحياء لذكرى من قدّم روحه وحياته للأسف هباءً، ثمن استهتار مسؤولين (لا مسؤولين) في هذا الوطن.

أقيم قداس لراحة أنفسهم وصلاة لشفاء الجرحى، ترأسه غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، مع وقفة تضامن وكلمات لعدد كبير من ذوي الشهداء وأهالي المتضررين والمنكوبين.

لقد حان الوقت لنحاسب، ويكون ولاءنا للوطن، وحان الوقت لندفن أحقادنا وأنانيتنا، لا شهداءنا وضحايانا.

وسيبقى 4 آب، جرحٌ في خاصرةِ الوطن

اترك تعليقاً