ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جنازة الرئيس العام السابق للرهبنة اللبنانية المارونية الآباتي يوحنا تابت في دير مار انطونيوس – غزير، عاونه فيه الرئيس العام للرهبنة الآباتي نعمة الله الهاشم، بمشاركة لفيف من المطارنة والكهنة، في حضور وزير السياحة وليد نصار ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وحشد من الفعاليات والمؤمنين وعائلة الراحل.
والقى الراعي عظة بالمناسبة عدد فيها مزايا الفقيد ومسيرته مع الرهبانية اللبنانية وقال : “الأباتي يوحنّا تابت، إبن الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة أتى من بلدة عشقوت الغنيّة بالإيمان والصلاة، كان مقتنعًا كل الاقتناع بدعوته الرهبانيّة وسعيدًا، فتربّى على روحانيّتها وتراثها الرهبانيّ حتى سيم كاهنًا سنة 1964 وهو في السابعة والعشرين من العمر، وأرسلته السلطة الرهبانيّة إلى روما حالًا بعد رسامته الكهنوتيّة للتخّصص العالي في الليتورجيا. فرجع بعد أربع سنوات إلى لبنان مزودا بشهادة الدكتورا في الليتورجيا.
عندما رجع إلى لبنان سنة 1969 انكبّ على العمل في جامعة الروح القدس-الكسليك طيلة ثلاثا وعشرين سنة: فأسس معهد الليتورجيا وتولى إدارته، ورئس دير الجامعة، ثمّ عُيّن رئيسًا للجامعة فنائبًا لرئيسها ومدير الدروس في كلية اللاهوت الحبرية، ثم عميدا. ووجه العديد من أطروحات الدكتورا لمدة ثلاث وأربعين سنة، وأغنى التراث الليتورجي في سبعين كتابا وما يفوق المئة من المقالات بالعربية والفرنسية. وتوجها بترجمة “بيت غازو” بثماني وعشرين جزءا، وهي مصادر أقدم مخطوط للشحيمة المارونية العائد إلى سنة 1435، وأول شحيمة مطبوعة سنة 1624.
وانتخب مدبرا عاما ثم رئيسا عاما للرهبانية. فتميز بإدارة حكيمة ورشيدة، وعندما أنهى خدمته في الإدارة العامة عاد فعاش حياة رهبانية متواضعة ومتجردة، فعين رئيسا لكل من دير سيدة طميش ودير القديسين بطرس وبولس في العذرا، ثم راهبا عاديا في هذا الدير.
وتولى مهمة أمين سر ومنسق للجنة الليتورجيّة البطريركية، وعين مستشارا للشؤون الطقسية في مجمع الكنائس الشرقية بالفاتيكان، وعضوا في لجنة إعداد السينودس من أجل لبنان.
ومنحته الحكومة الفرنسية وسام شرف، ونحن وسام مار مارون، وبغياب الأباتي تابت، تنطوي صفحة مجيدة من تاريخ جامعة الروح القدس والرهبانية اللبنانية المارونية .
Share via:
