يا ابنتي، لو كان مُمكنًا أن تحصُل لي متاعبًا في السماء، لكنتُ تألّمت جدًا لمشهد هلاك الكثير من النفوس !
فبقدر ما تمرّ الأجيال بسرعة بقدر ما يرتبكُ أولاد الكنيسة بفخاخ الشيطان، ويستسلمون لكبرياء الحياة وملاذ الجسد اللحميّة، فيحكمون على نفوسهم بالهلاك إلى الأبد بالرغم من النعم الغزيرة والمتعدّدة الأنواع.
كان بإمكانهم أن يعتبروا أنفسهم سعداء بالوصول الى نهاية حياتهم بموتٍ طبيعي نظير الحيوانات ! ولكن لا، إنّها الجحيم، الجحيم الأبديّة ستبتلعهم. يا له من جُرمٍ سخيف يزّجون أنفسهم فيه ! ولو أنّ البشر لم يجعلوا أنفسهم غير أهلٍ لذلك لصرختُ بهم:
“أيّها المائتون المختلّون بما تفكّرون ؟ هل تعلمون ما هي رؤية الله وجهًا لوجه ومشاركة رفقته على الدوام والسُّكنى معه بمجده ؟ أين تجدون بديلًا لهذه السعادة اللامتناهية؟ لن تجدوا أحدًا سواه قد يُسحِر ويقولِب عقلكم ! إفقهوا (أدركوا) جيّدًا إن العمل قصير ولكن السعادة أو التعاسة فهي أبديّة !!! “
إنّ حياتي كانت مليئة على الدوام بالآلام ، ولكن عندما وصلت الى الثواب ظهرت لي كأنها لا شيء ! وقد نسيتها كما لو كنتُ لم أكابدها أبدًا. فانظري إذًا الى تجاربكِ كأنّها خفيفة الى درجةٍ أن لا يظهر شيءٌ صعبٌ بالنسبة لكِ حتّى لو كان عليكِ أن تمرّي بالسيف والنار ! السماء جميلةٌ للغاية ! ولو كان بإمكان القديسين العودة الى الأرض حتّى يستحقّوا درجة أكبر من السعادة لكانوا تحمّلوا بفرح حتى يوم الدينونة آلامًا كثيرة وشديدة لا يمكن تصوّرها.
ومع ذلك فهناك أناسٌ على الأرض يقولون:” لنَتيقّن (لنتأكّد) فقط من أمرِ خلاصنا، فالكثير أو القليل من المجد لا يهُمّنا “
لا يوجد تفسيرٌ لهذا المنطق سوى جنونٌ فظيعٌ ونقصانٌ كبيرٌ لحبّهم لله !!!! ولا يوجد في هذه الإستعدادات السّيئة سوى خطر الهلاك !
ولكن لن يكون هكذا إذا التجأوا الى شفاعتي. لأنّ العليّ قد أقامني أمًا ومحامية ومدافعة عن جميع الأنام (البشر)
إنّ صلاحي يفوق خبثهم ! ويفوق عدل الله ويفتح أبواب مراحمه، ويُدخل الى رحاب صداقته .
Share via: