وسط انشغال العالم بصراعات دولية أخرى، يمرّ السودان اليوم بإحدى أكبر الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، في ظلّ حرب مدمّرة اندلعت عام 2023 ولا تزال مستعرة حتى اليوم، تاركة وراءها بلدًا منكوبًا وشعبًا يواجه مأساة وجودية بصمتٍ شبه تامّ من المجتمع الدولي.

فقد أدّت الحرب إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص داخل السودان وخارجه، لتصبح أكبر موجة نزوح في العالم وفق تقديرات الأمم المتحدة. وانهارت البنية التحتية بالكامل، من المستشفيات والمدارس إلى شبكات الكهرباء والمياه، فيما تشهد البلاد أزمة غذاء خانقة تنذر بمجاعة جماعية وارتفاع حاد في معدلات الوفيات.

وتعيش مناطق واسعة من البلاد حالة انهيار اجتماعي وأمني، حيث تفشّى العنف بمختلف أشكاله، وتزايدت الانتهاكات ضد المدنيين، ولا سيما النساء والأطفال، في ظل غياب شبه تامّ للخدمات والرعاية الإنسانية.

ورغم ضخامة المأساة، يبقى السودان غائبًا عن عناوين الأخبار والنقاشات الدولية، وكأنّ معاناة الملايين هناك لا تجد من يصغي إليها. ومع استمرار الحرب، يزداد الخوف من أن يتحوّل هذا الصراع المنسي إلى جرح مفتوح في جسد إفريقيا والعالم بأسره، ما لم يتحرّك المجتمع الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.