لم يكن الأخ نعمة طامحًا للعلم ولا حاملًا للقلم،
لم يكتب الكتب، ولم يُلقِ المحاضرات،
بل حمل المِساس، وقاد بقر الدير، وحرث الأرض بـالرفش والمعول والمهدة والمنجل والمقص،
وعاش في كرم الدير، حيث كتب أقدس صفحاته.
كتابه كان دفتر الطبيعة، وريشته المنجل،
ومقصّه أداة الشحالة، ومكتبته الأرض وغلالها.
قلمه كان سِكة الفلاحة، وصفحاته إتلام الحقول.
عمل في الحقول كعالم يكتب نظرياته،
وما كانت غلال الدير إلا من ثمر يديه،
جنبًا إلى جنب مع العمال الذين أحبّهم وساعدهم في
الفلاحة والحصاد وجمع الغلال، وبناء حيطان الحقول.
وهبه الله جسدًا قويًا، فحمل أثقال الأرض ووزنها
وقلبه خفيف، وبسمته لا تفارق وجهه،
وطلعته مربوعة بهية، تشهد بأن القداسة لا تحتاج إلى كلمات كثيرة، بل إلى يدين مملوءتين بالحب،
وقلب صامت يعمل من أجل الله.