الغُراب وأنا… أصبَحْنا صديقيْن…!؟

د.ناصيف قزي –
كان السكون يَلُفّ المكان، والسماء ملبّدةٌ بالغيوم، عندما سَمِعْتُ نَعيبَه…
خرَجْت من غرفتي على الفور، واتّجَهْت ناحية الشرفة الزجاجيّة لمنزلنا… فرأيْت الغُراب، وكما في مطلع كلّ سنة، واقفاً على هوائيّ التلفاز عينه، المَزْروع فوق سطح البناء المقابل… وسرعان ما انْضَمّ إليه غرابٌ ثانٍ… يَحْلو لي أن أفْتَرِضَ أنّهما ذَكَرٌ وأنثىَ …
 
وكعادتي، جِلْتُ بمُخَيّلتي على الحَكايا والدلالات التي ألْصِقَتْ بهذا الطائر الأسود، لتَجْعَل منه في ثقافتنا الشعبيّة نَذيْرَ شؤمٍ…!؟
لكن، انطلاقاً من حكايته مع نوح والطوفان إلى Les Fables de la Fontaine، مروراً ب” “سورة المائدة” في القرآن الكريم؛ وبعد التأمل والتنقيب، خَلُصْتُ من كلّ الموروثات التي جَعَلَتْ من الغراب طائراً شيطانياً… وحتى لو افتَرَضْته كذلك… فلم تُبْقِ له غُرْبان السياسات الدوليّة الظالمة، والإقليميّة الجَشِعَة، والمحلّية القاتلة… لم تُبْقِ له شرّاً يستفيد منه… فقد استَفْرَدَتْ وحدها بكلّ الإجرام والمعاصي والشرور… ليُصْبِح العالم بأسرِه على فوهة بركان…!؟
وعليه، فالغراب وأنا، وفي إطار عشقي الفطريّ للطبيعة وشتى الكائنات، وبعيداً من كلّ الوِشايات والتُرّهات؛ الغراب وأنا، أصبحنا صديقَيْن…!؟

اترك تعليقاً