الآباتي بيار نجم ر. م.م –
نكتفي منه ببعض قراءات نقرأها هنا وهناك في فرض صلاتنا،
نجهل ما كتبه عن الثالوث،
وما كتب عن المعموديّة، وعن الصليب وعن القيامة،
نجهل ما كتب عن جمال الله في أناشيد الفردوس،
نجهل أنه من اول المفسّرين لكتب العهد القديم، والعهد الجديد، ولا يزال لتفسيره اللاهوتيّ والروحيّ أهميّته الرعائية لإنسان اليوم ولزمننا المعاصر.
ننسى أنه فارس مريم، رأى في أم الله مثال التتلمذ الحق والقائدة التي تقود اولادها نحو يسوع.
ننسى أنه الراهب الشمّاس العائش في كنف الأسقف، مع جماعته المكرّسة، أبناء العهد، في بدايات حياة رهبانيّة نشأت في العالم السريانيّ، متصالحة مع العالم والطبيعة والجسد، بأنتروبولوجيتها المتجذّرة في الكتاب المقدّس، حيث خلق الله كل شيء ورآه حسناً، انثروبولوجيا بعيدة كلّ البعد عن النظرة الأفلاطونيّة الاسكندرانية الكارهة للكون والجسد، فلم يهرب أفرام من العالم، ولم يسكن في مقبرة، بل عاش الى جانب المدينة، وأسهم في تأسيس مدارس الرها ونصيبين، وهي توازي الجامعات ومؤسّسات التعليم العالي في عالمنا اليوم، وكان فيها الملفان، أي المعلّم.
وفي نهاية أيامه، يروي التقليد أن أفرام قضى نحبه مصاباً بعدوى الطاعون الذي تفشّى في المدينة، بينما كان يسعف المرضى والمصابين.
بكل هذا صار أفرام مثالاً لنا اليوم في التكرّس الساعي الى خدمة الكنيسة والأسرار، كونه شمّاساً عاش في خدمة اسقفه القديس يعقوب اسقف نصيبين، والباحث عن خدمة العلم والثقافة، كونه ملفاناً معلّماً، والمهتمّ بخدمة المرضى، وعبر هذه الخدمة انتقل الى مجد السماء.
أفرام عملاق نائم في كنيستنا السريانيّة المارونيّة، وواجب عليها، وعلى مؤسّسات الحياة المكرّسة فيها، إعادة اكتشافه، ففي لاهوته وحياته يجد تكرُّسنا بشكله المعاصر جذوراً تمتدّ الى ما يزيد عن السبعة عشر قرناً.
Share via:
0
Shares