كان القديس شربل شيخًا وكاهنًا للأوثان في مدينة الرها أيام الإمبراطور ترايانوس. وكان أسقف الرها، القديس برسيما، يبشّر بإنجيل المسيح ويصنع العجائب. وما إن سمع شربل بالبشارة ورأى ما جرى من الآيات، حتى لامست النعمة قلبه، فآمن بالمسيح واعتمد هو وأخته برابيا.
لكن الحاكم لزياس، إذ علم بإيمان الأسقف برسيما، قبض عليه وأذاقه عذابات مريرة قبل أن يأمر بقطع رأسه. وخلفه في الأسقفية القديس شربل، فاستدعاه الملك واستنطقه، فأعلن بثبات أنه مسيحي راسخ في الإيمان. عندها أمر الحاكم بجلده بقسوة، لكنه ظلّ صابرًا شاكرًا لله. ثم ألقوه في بئر مليء بالحشرات السامة فلم تؤذه، وبعدها مزّقوا جسده بأمشاط الحديد، وإذ وجدوه ثابتًا لا يتزعزع، صلبوه وسمروا رأسه على الصليب، فأسلم الروح شهيدًا.
أما أخته برابيا، فابتهجت بأن تسير وراء أخيها في طريق الشهادة. احتملت أشدّ العذابات بصبر وفرح، وإذ رآها الجلادون ثابتة على إيمانها، قطعوا رأسها، فنالت مع شقيقها إكليل المجد سنة 121م.
