القدّيسة فيرونيكا جولياني في لبنان

القدّيسة فيرونيكا جولياني (1660- 1727)  امتدت شهرتها في لبنان منذ  ثلاثة أعوام اي عام 2016 بعد 356 سنة على ولادتها في إيطاليا.

هي راهبة من راهبات القدّيسة كلارا المحصنّات (1660- 1727)، خصّها الرّبّ على خلاف قدّيسين كبار بنعمة استثنائيّة فنالت سماته كاملة بعمر السّابعة والثّلاثين في يوم الجمعة العظيمة. هذه الجروحات بقيت ظاهرة على جسدها غير المتحلّل المعروض في ضريح زجاجيّ بديرها الأمّ.

“أورسولا” هكذا كان اسمها قبل التّرهّب، وقد ظهرت علامات فائقة الطّبيعة في طفولتها منها كان رفضها للحليب الأموميّ يومي الأربعاء والجمعة المكرّسين في الكنيسة للصّوم والتّوبة، وظهور الطّفل يسوع لها وهي تلعب في الحديقة ويقول لها: “أنا هو زهرة الحقول”؛ وكم من مرّة حملت الطّعام للطّفل يسوع في لوحة تحمله مريم، تقول له:  “تعالَ، خُذْ إن لم تأكل، فلن آكل أنا أيضًا”، وكم من مرّة طلبت من مريم أن تعطيها ابنها بحجّة أنّها لا تستطيع أن تحيا من دونه، فأضحى مرّات عديدة “حيًّا” بين يديها. 

اختارت الدّير الأشدّ فقرًا والأكثر تقشّفًا واتّخذت عروس المسيح اسم “فيرونيكا ليسوع ومريم” سائلة الرّبّ ثلاث نِعَم: أن تحيا بحسب متطلّبات حالتها الرّهبانيّة، ألّا تبتعد أبدًا عن إرادته القدّوسة؛ وأن يُبقيها مصلوبة دومًا معه. فوعدها أن يمنحها كلّ ذلك قائلاً: “لقد اخترتُك لشؤون عظيمة، لكن يتوجّب عليك التألّم كثيرًا لأجل اسمي”. وعند دخولها نور الله اكتشفت نور خلاص النّفوس وفرح الله.

في السّنوات الاثنتي عشرة الأخيرة من حياتها، كانت فيرونيكا تدخل في حالة انخطاف يوميّ بعد المناولة فتصعد إلى السّماء، كما سجّلت حياتها زيارة لجهنّم سبع مرّات. فكتبت بأمر الطّاعة كلّ ليلة “يوميّات” وصفت فيها بالتّفاصيل كلّ ما اختبرته وسمعته ورأته في السّماء وفي جهنّم. يوميّات تعتبر تعليم وشهادة ورسالة مستمرّة لا تستطيع الكنيسة تجاهلها.

هذه الكتابات درسها أحد الكرادلة منذ 40 سنة، جعله يقدّمها كخامس امرأة معلّمة في الكنيسة والّتي لها صقلها في هذه الأزمنة.

انتقلت فيرونيكا جولياني إلى أحصان الآب في 9 تمّوز 1727، وأعلنها البابا بيوس السّابع طوباويّة في 17 حزيران 1804، والبابا غريغوريوس السّادس عشر قدّيسة في 26 أيّار 1839.

 

اترك تعليقاً