القشة التي قصمت ظهر البعير

You are currently viewing القشة التي قصمت ظهر البعير

يحكى أن رجلاً كان يمتلك جملًا، ورغب في السفر إلى بلدة بعيدة، فحمل على ظهر الجمل أمتعة تفوق طاقته بكثير، بما يعادل حمولة أربعة جمال. ومع تزايد الحمل، بدأ الجمل يتألم ويتمايل تحت وطأة الثقل، محذرًا بذلك من استمرارية هذا العبء. ورغم تحذيرات الحاضرين الذين طالبوه بالتخفيف عن الجمل، أصر الرجل على إضافة حزمة صغيرة من التبن قائلاً: “هذه خفيفة ولن تضر”. غير أن هذه الحزمة البسيطة كانت السبب المباشر في سقوط الجمل وعجزه عن الحركة.

تُجسد هذه الحكاية المثل الشهير “القشة التي قصمت ظهر البعير”، الذي يعبّر عن حالة تراكم الضغوط التي قد يتحمّلها الفرد، حتى تصل إلى حد لا يُحتمل. فالسبب الظاهر في الانهيار قد يبدو بسيطًا أو تافهًا، لكنه في الحقيقة القطرات الأخيرة التي أفاضت الكأس بعد تراكم أعباء سابقة كثيرة.

النصيحة تقول ان  التحمل البشري ليس بلا حدود، وأن عوامل صغيرة قد تُحدث انهيارًا نفسيًا أو اجتماعيًا إذا تجاوزت قدرة الفرد على الاحتمال، لا بسبب ضعف ذاتي، بل نتيجة ضغط متراكم استمر لفترة طويلة. ومن هنا تأتي أهمية تقدير حدود الصبر والاهتمام بتخفيف الضغوط قبل بلوغ نقطة الانهيار.

اترك تعليقاً