المطران عطالله حنا-
ان تكون فلسطينيا وطنيا منحازا لقضايا شعبك وهمومه وهواجسه وتطلعه نحو الحرية انما هذا قد يعرضك للملاحقة وللمسائلة في ظل حالة التحريض العنصرية الغير مسبوقة والتي نشهدها في هذه الأوقات .
الكثيرون تم اعتقالهم بسبب مقال او بسبب موقف معلن مطالب بوقف الحرب التي يتعرض لها أهلنا في غزة والملاحقات والاعتقالات تزداد في الآونة الأخيرة وتحمل في طياتها رسائل التهديد والوعيد حيث يريدون من الفلسطيني ان يكون صامتا لا حول له ولا قوة .
ان اعتقال الصديق الإعلامي الدكتور ناصر اللحام كما وغيره من الشخصيات ومن مناطق ال48 وكأنهم من خلال هذا يريدون ان يوجهوا رسالة لكل واحد منا بأن كل من يدافع عن فلسطين وشعبها المظلوم وكل من ينادي بوقف حرب الإبادة هو مرشح ان يرمى في الزنازين وان يعامل بقسوة وهمجية ووحشية غير مسبوقة.
لقد تعرضنا في الماضي لسلسلة مضايقات لان مواقفنا الوطنية كانت تزعجهم ولا نستبعد ان يحدث شيء في المستقبل ، فكل شيء وارد ولكن الشيء الأكيد الذي وجب ان نعلنه وان نؤكده للقاصي والداني بأن مواقفنا لا تتبدل ولا تتغير ونحن لسنا مستعدين للتراجع قيد انملة وتبديل مبادئنا ومواقفنا خوفا من سياسات وممارسات قمعية لن تزيدنا الا قناعة وتشبثا بالمبادىء التي ننادي بها.
كان الله في عون شعبنا الفلسطيني امام هذا الكم الهائل من الكوارث والمآسي فحرب الإبادة لم تتوقف في غزة واستهداف للضفة وللقدس ولشعبنا الفلسطيني كله وكأنهم يريدون ان يقولوا لنا حزموا امتعتكم وغادروا وطنكم فهذه الأرض ليست لكم ونحن نقول لمن يجب ان تصله كلمتنا بأننا هنا باقون ولن نتخلى عن انتماءنا لارض نحن متشبثون بها وجذورنا عميقة في تربتها.
لا يخيفنا أي تهديد او وعيد فكلمة الحق يجب ان تقال حتى وان ازعجت البعض ، وما نقوله هو تعبير عن مبدأ وعن رسالة وعن انتماء وعن قيم.
لم نكن في يوم من الأيام دعاة عنف وإرهاب وقتل وحروب بل كنا وما زلنا دعاة سلام وإنسانية ورحمة ومحبة وصون لحقوق الشعب الفلسطيني الذي يستحق ان يعيش بحرية وسلام مثل باقي شعوب العالم.
سنبقى ننادي بحرية الشعب الفلسطيني وانعتاقه من الاحتلال وبدون هذا لن يكون هنالك سلام حقيقي ومن يفتشون عن السلام بدون تحقيق العدالة انما يكذبون علينا فالسلام الحقيقي هو ثمرة من ثمار العدل وعودة الحقوق المشروعة لشعبنا وانساننا الفلسطيني .
لن تتوقف دائرة الحروب والعنف ما دامت القضية الفلسطينية عالقة وما دام الفلسطينيون يعيشون هذه المظالم فالقضية الفلسطينية هي مفتاح السلام في منطقتنا وفي عالمنا ، وبدون هذا سوف نبقى جميعا في حالة اضطراب وتوتر وتنتهي حرب وتأتي حرب أخرى وستبقى النار مشتعلة لا بل ان البعض يصبون الزيت على النار المشتعلة.
أوقفوا حرب الإبادة ، ارفعوا الظلم عن شعبنا وتوقفوا عن اعتداءاتكم العنصرية في الضفة وفي القدس فالفلسطينيون هم شعب يستحقون الحياة ولا يستحقون ان يعاملوا بهذه القسوة وبهذه العنجهية الغير مسبوقة في التاريخ البشري الحديث .
سنبقى ننادي بنصرة شعبنا شاء من شاء وابى من ابى على امل ان يكتشف الجميع وأتمنى ان يكون هذا قريبا بأنه لا يمكن ان يكون امن وسلام وهدوء وطمأنينة بدون ان ينعم الفلسطينيون بالحرية في ارضهم وفي وطنهم والتي ينتمون اليها بكل جوارحهم وهم فيها باقون ما بقي الزعتر والزيتون.
