يُعدُّ اللافندر أو الخزامى، من أشهر أنواع النباتات العِطريّة، إذ يوجد أكثر مِن 20 نوعاً مختلفاً منه، وهي منتشرة في عدّة مناطق، وتختلف باختلاف الظروف المناخية والزراعية الملائمة لكلِّ نوعٍ من هذه الأنواع، وقد كان اللافندر يُستخدم منذ العصور القديمة في صناعة العطور، والزّيوت، ومنتجات العناية الشّخصية، وغيرها
رمزي شويري، شابٌ لبناني، حلمه بأن يكون مهندساً زراعياً لم يتحقق، فتخصّص مهندساً صناعياً في أميركا، وعندما عاد إلى وطنه لبنان، كان التحدي الكبير لديه أن يتملك قطعة أرض
يروي رمزي لموقع شرقنا، أنه اشترى قطعة أرض في منقطة زبود/جبولي في رأس بعلبك، مساحتها 13 ألف متر، وكان هدفه الأساسي: التملّك في وطني
ويضيف “كان عطر والدي أساسه من اللافندر، مما عزّز لدي فكرة زرعه، لأشعر أني أتواصل مع أبي الذي كان حاضرا بالجسد فقط، الى جانب معاناته مع مرضه، ثم ما لبث أن توفّي”، ويأسف لأن والده لم يستطع زيارة هذا الحقل، ويقول إن رائحة اللافندر بلسمت جراحه مدة مرض والده وحتى اليوم
اشترى رمزي شتل الخزامى من لبنان، ليكتشف بعد عام ونصف أن نوعيته غير جيدة
فبدأ بالبحث لمعرفة النبتة المناسبة لمناخ لبنان، واستورد الشتول من أوروبا، ثم ذهب إلى فرنسا، منطقة بروفانس التي تعدّ عاصمة اللافندر في العالم، وتعلم كيف يُدار هذا العمل، وأصبح على يقين أن لبنان فيه جميع المقومات لإنتاجه
بدأ رمزي بإنتاج زيت اللافندر الذي يعد أساسا لكثير من المنتجات الأخرى. ويقول إن النتيجة عادة في فرنسا تكون إنتاج كيلوغرام واحد إلى كيلوغرام و200 غرام من كل 100 كيلوغرام من زهر اللافندر، أما في لبنان فوصلت إلى كيلوغرام و700 غرام زيت لكل 100 كيلوغرام من الزهر
ثم ما لبث أن طوّر معلوماته عن طريقة الاعتناء بالنبتة. وتعلم من مربي نحل محترف كيفية تربية النحل، وأصبح لديه قفران النحل التي تتغذى على الخزامى، ويحتوي العسل المنتج في أغلبيته على الخزامى
كما طريقة تقطير الزيت واستخراج ماء اللافندر بالطريقة التقليدية بحيث يقطرها في “كركة” (سخّان كبير من النحاس أو الألومينيوم) في بيته، كما تعلم الطريقة الأمثل لتجفيف اللافندر
يقول رمزي إن الفكرة بدأت عفوية، ولكن تشجيع المجتمع المحيط به جعله يطوّر هذا المشروع، وشعرت العائلة أنه أصبح لديها عمل جديد تتفاعل من خلاله وتتساعد وتزيد روابطها واهتماماتها المشتركة
ويقول رمزي إن أجمل ما في الأمر اجتماع العائلة معاً. فإبنه مايكل يقص القماش، وميسا ويسما تخيطان الأكياس، أما زوجته سمر، فهي الداعم الأول له، وتجيب عن أسئلة الناس على صفحة الفايسبوك، فأصبحوا يُعرفون بـ عائلة اللافندر
من فوائد اللافندر، كما يقول رمزي، أن رائحته الرائعة المنعشة تستخدم في معطرات الهواء ومساحيق التنظيف والصابون، كما يمكن صنع مشروب ساخن وإنتاج العسل منه، وهو مفيد جدا للبشرة، إضافة إلى الشمع
ويقول إنه للوصول إلى هذه المنتجات يجب أن يكون إنتاج الزهر كبيرا كي يعطي كمية أكبر من الزيت
ومن الأصناف التي يصنعها رمزي اليوم من اللافندر فهي
الباقات المقطوفة طازجاً في شهري أيار وحزيران من كل عام
الزهر المجفف الذي يباع بالكيلوغرام، يكون في أكياس قماشية توضع في الخزائن بين الثياب والعسل الذي يغلب عليه اللافندر
الزيت الأساسي، وماء اللافندر، وقريبا سينتج صابون وشمع اللافندر
ولا يزال رمزي يقطف منتوجه هذا يدويا، في حين يوجد ماكينات تقطف بالطريقة الأسلم في الخارج، وهي أسرع بكثير، ويفكر باعتمادها في المستقبل
ويخبرنا أن شتلة اللافندر لا تحتاج إلى عناية كبيرة. فهي لا تحب الرطوبة، ولا كثرة الري، وقطفها يكون مع الساق، وتشذّب في فصل الخريف عندما تصبح ساقها خشبية، وتكون الجديدة خضراء، فيتم قص الجزء الخشبي وسنتيميرا أو اثنين من الخضراء
ويقول إن كثيرا من الناس متحمّسون لزيارة المزرعة. فهو ينوي قريباً، أن يستطيع من يريد، قضاء يوم كامل في الحقل مع تأمين كل حاجاتهم، بحيث يتفاعلون مع نباتات اللافندر الجميلة ويشاهدون النحل خلال نشاطه
Share via: