المطران ابراهيم من المنصورة: نحن بلد الحضارة

احتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك إبراهيم مخايل ابراهيم بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس جاورجيوس- المنصورة- البقاع الغربيّ، وبعد الإنجيل المقدّس، كانت عظة للمطران ابراهيم جاء فيها :”المسيح قام جقا قام … عندما نردّد هذه الكلمات بصوت عالٍ نتذكّر السّيّد المسيح عندما كان يجتمع أمامه الآلاف من النّاس ويخطب فيهم. لم يكن يوجد في ذلك الوقت مكبّرات صوت أو ميكروفونات، وهذا يعني أنّ يسوع كان صوته قويًّا. قد ينزعج البعص اليوم من الصّوت العالي، لكن هذا الصّوت العالي مهمّ جدًّا في ايصال الكلمة والحقيقة لكي تطال الجميع فتشملهم البشرى الحسنة.

أنا اليوم سعيد جدًّا أن أكون في هذه البلدة المنصورة الّتي هي اسم على مسمّى، المنصورة من الله والمنصورة من اهلها وكلّ من يدخل إليها يصبح منصورًا بنصرة الله الّذي إذا ناصرنا أصبحنا أقوياء كما نرتّل في زمن الصّوم “إنّ الله معنا فاعلموا أيّها الأمم وانهزموا لأنّ الله معنا”. الله ناصرنا، الله قوّتنا ومخلّصنا لذلك لا شيء يقوى علينا ولا حتّى الأزمات والمشاكل والهموم، الفقر والضّياع، اليأس والإحباط، كلّ هذه الأشياء لا تستطيع أن تكسرنا لأنّنا أبناء المنصورة الّتي نأمل أن تبقى عامرة بأولادها وأبنائها، بهذه الوجوه والقلوب الطّيّبة الحاضرة معنا اليوم، حيث استقبلني شبابها وشيبها وأطفالها وكبارها هؤلاء هم غنى الكنيسة وكنزها الّذي لا يثمّن بثمن. في أوقات كثيرة أعيننا تتوجّه نحو الأماكن الغنيّة من العالم من مدن وغيرها، دائمًا نظرنا نحو الخارج ولدينا جهل للكنز الّذي نتنعّم به الّذي هو لبنان وهذا البقاع الغنيّ بأهله وتاريخه. عندما كانت توجد هنا الحضارة اختار الرّومان بناء ثاني أكبر معبد رومانيّ خارج روما في الإمبراطوريّة، في بعلبك، ونشروا الحضارة كغيرهم من الّذين عرفوا أكثر منّا قيمة بلادنا. لا تعتقدوا أنّ الغزوات غبيّة لكن على العكس هي ذكيّة. عرف الغزاة أين تقع أجمل وأغنى بقاع العالم وذهبوا لاحتلالها لأنّها غنيّة ومتحضّرة. في الوقت الّذي كانت لدينا حضارة لم تكن كبريات مدن العالم موجودة بعد. اليوم يقولون عن أوروبا إنّها القارّة العجوز ولا يستطيعون أن يشبّهونا بها لأنّ رعايانا وكنائسنا وبيوتنا تعجّ بالشّباب، نحن بلد بالرّغم من كلّ المصائب الّتي تصيبه ومعظمها من الخارج، هو بلد الحضارة، بلد الكتاب المقدّس ويرد ذكره فيه أكثر من سبعين مرّة، وأنا أعتبر سهل البقاع أرض مقدّسة كما كلّ لبنان. الأراضي المقدّسة ليست حصرًا أراضي فلسطين، هذه المنطقة كلّها من الشّرق كانت أراضٍ مقدّسة وجال فيها السّيّد المسيح وكان يحبّ ترابها والسّير فيها.”

اترك تعليقاً