كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في كولومبيا عن وسيلة فعّالة وبسيطة للوقاية من الإصابة بمرض السكري، تقوم على ممارسة النشاط البدني المنتظم.
وأفادت مجلة Cardiovascular Diabetology – Endocrinology Reports بأن العلماء الكولومبيين أجروا تحليلاً لبيانات 366 مشاركًا ضمن برنامج تقييم مخاطر القلب والأوعية الدموية، وذلك خلال الفترة الممتدة بين عامي 2019 و2023. وقد شملت الدراسة مراجعة دقيقة للبيانات المتعلقة بالنشاط البدني للمشاركين وحالتهم الصحية العامة.
وأظهرت النتائج أن ممارسة التمارين البدنية لمدة تفوق 150 دقيقة أسبوعيًا ترفع احتمالات عكس مرحلة “ما قبل السكري” بمعدل يُقارب أربعة أضعاف، ما يجعل من النشاط البدني عاملًا رئيسيًا في تحسين الحالة الصحية.
وقد شملت العينة المدروسة أفرادًا بمتوسط عمر بلغ 69.5 سنة، نصفهم من النساء. وتبيّن أن التمارين المنتظمة كانت العامل الأكثر فاعلية في الوقاية من السكري وتحسين المؤشرات الحيوية. في المقابل، أظهرت النتائج أن ارتفاع مستويات الهيموغلوبين الغليكوزي (HbA1c) وزيادة الوزن تقلّلان بشكل ملحوظ من فرص استعادة التوازن الطبيعي لنسبة السكر في الدم.
وشدّد الباحثون على أهمية المتابعة الصحية الدورية كجزء من برامج الوقاية من أمراض القلب والسكري، وضرورة تطوير استراتيجيات فعّالة لرصد ومكافحة مرحلة ما قبل السكري، داعين إلى توسيع نطاق الأبحاث على مستوى المجتمعات لتأكيد هذه النتائج.
وفي السياق ذاته، أظهرت دراسة أخرى أجراها علماء من جامعة جورجيا في الولايات المتحدة أن للنشاط البدني المنتظم تأثيرًا إيجابيًا لا يقتصر على صحة القلب وخفض الوزن فحسب، بل يمتد أيضًا إلى إبطاء وتيرة شيخوخة الدماغ. فقد بينت نتائج هذه الدراسة أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تُقلل بشكل كبير من معدلات التراجع المعرفي لدى كبار السن، مما يعزّز من أهمية النشاط الجسدي كعنصر محوري في الحفاظ على جودة الحياة في مراحل العمر المتقدمة.
