الوظيفة تسرق الأعمار بلا فائدة

حورس الشيمي-
 
_أقبح شيىء فى هذا الوجود هو أن تكون موظفا .. مقبوض عليك من الثامنة الى الرابعة والنصف . بينما تمر أشياء جميلة خارج مقر عملك لن تراها .
_حياتك كاملة ستمر في هذه الدوامة .. لن تستطيع التغيب إلا بإذن ولن تأخد عطلة راحة إلا بإذن وإذا مرضت لن يصدقك أحد حتى تدلى بشهادة طبية . وأحيانا لن يصدقوا حتى مرضك الواضح على وجهك فيرسلونك إلى الفحص للتأكد. لن تتمتع بنوم الصباح .. لن تتمتع بشبابك ورجولتك ..
سـتتوه وسط حروب تفرضها طبيعة شغلك .. ستقضى حياتك ركضًا لتكون حاضرا فى الوقت الذى حددوه لك .. ستعيش بأعصاب متوترة .
_تستهلك أقراصا مقوية وأخرى ضد التوترات العصبية .. ستظل تتمنى وتنتظر الزيادة في الأجور وترقيات السلم الوظيفى ، وتتابع الحوارات الاجتماعية والنقابات أملاً فى الحصول على مستحقاتك المنهوبة .
_لن يسمح لك بالمغادرة إلا بعد ان تقضى معظم عمرك فى هذه الدوامة أو عندما تبلغ حد سن المعاش .. سيحتفل بك ….وبنهايتك…. وقرب موتك زملاؤك فى العمل .. يقولون كلمة وداع فى حقك .. سيبكى البعض ليس عليك بل على حالهم الذى يشبه حالك .. سيمنحك رئيسك المباشر شهادة وهدية بلا قيمة .. هى عزاء أمام حياتك التى سرقت منك .. ستعود الى البيت صامتا .
_وفى صباح أول يوم من تقاعدك سـ تنتبه أن الأولاد رحلوا عن البيت .. وإن شريكة حياتك هرمت وغشى الشيب رأسها .. تتمعن فيها .. تتساءل متى وقع كل هذا حينها سينادى المنادى فيك ..
_أن الوظيفة تسرق الأعمار بلا فائدة .. فلا تنخدع فى المُسكِن المسمى بالمرتب الثابت…

اترك تعليقاً