الى أبنائي …

You are currently viewing الى أبنائي …

 

يوماً ما ستصبحون أطول مني. ستكونون أقوى وأكثر استقلالية، ومشغولين ببناء حياتكم الخاصة. وربما — وربما فقط — ستنسون صوت خطواتكم الصغيرة تركض في البيت، أو كم مرة صرختُم: «أمي، انظري إلى هذا!» في يوم واحد.
لكنّي لن أنسى.

سأتذكّر نظراتكم إليّ وكأنني أستطيع أن أصلح كل شيء. سأتذكّر يديكم الصغيرة وهي تمتدّ إلى يديّ دون تردّد. سأتذكّر كيف كنتم تزحفون إلى حضني، حتى عندما كانت سيقانكم طويلة جداً لدرجة أنها لم تعد تناسب الحضن بعد.

سأتذكّر الليالي الطوال، ونوبات الغضب، والضوضاء، وسأتذكّر أيضاً كيف أنّي، حتى في أصعب الأيّام، كنت أختار هذه الحياة معكم ألف مرة.

أريدكم أن تعلموا شيئًا الآن ودائمًا: لم تكونوا أبداً عبئًا. لم تكونوا أبداً «كثيرين جدًا». بل كنتم هدفي، وسبب وجودي، ومغامرتي الأعظم.

أنتم من جعلني أمًّا ليس بالاسم فقط، بل بالروح. علّمتموني كيف أكون قويّة عندما أشعر بالضعف، وكيف أكون شجاعة عندما أكون خائفة، وكيف أستطيع أن أحبّ أعمق مما كنت أظنّ أنّ ذلك ممكن.

يوماً ما ستواجهون عواصفكم الخاصّة. ستطرحون على أنفسكم الأسئلة، وقد تشعرون بالضياع. وعندما يحصل ذلك، أتمنى أن تتذكّروا هذا الكلام: أنت كافٍ. أنت تستحق. أنت محبوب بعمق — ليس لما تفعله، بل لما أنت عليه.

إذا كنتم تقرأون هذه السطور الآن، فاعلموا أنّه أياً كان المكان الذي تأخذكم إليه الحياة، ومهما طالت المسافات، ستظلون أولادي. وسأبقى دوماً في ركنكم، أهتف لكم، أدعو لكم، وأحبكم بكل ذرة في قلبي.

دائمًا وأبدًا،
أمّكم

اترك تعليقاً