بيان كسر الخاتم الباباوي

You are currently viewing بيان كسر الخاتم الباباوي
أيها الإخوة والأخوات في المسيح، أيها الكهنة والشمامسة، والرهبان والراهبات، وأبناء الكنيسة الجامعة،
بقلوب مؤمنة ومليئة بالرجاء، تعلن جامعة الحكمة الملكية، وهي إحدى الجماعات العلمانية الروحية في الكنيسة، أن قداسة البابا فرنسيس، أسقف روما، وخليفة القديس بطرس، وراعي الكنيسة الكاثوليكية على الأرض، قد انتقل إلى بيت الآب السماوي، مختتمًا مسيرته الأرضية ورسالة حب وخدمة حملت في طياتها شهادة حية للإنجيل، ودعوة للسلام والعدالة، ولرحمة الله في عالم مضطرب.
إن وفاة الحبر الأعظم ليست حدثًا بشريًا فحسب، بل لحظة لاهوتية وكنسية بامتياز، إذ تعني أن كرسي بطرس قد أصبح شاغرًا، وأن الكنيسة تدخل في زمن “الكرسي الشاغر” (Sede Vacante)، وهي مرحلة انتقالية يقود فيها الروح القدس مسيرة الجماعة المؤمنة نحو انتخاب الراعي الجديد للكنيسة الجامعة.
وفي هذه اللحظة الرمزية، تم كسر خاتم الصياد، الخاتم البابوي الذي يرمز إلى السلطان الرسولي والهوية الشخصية للبابا، لكي يُمنع أي تزوير باسم الكرسي الرسولي بعد رحيله. ومع انكسار هذا الخاتم، تُكسر أيضًا الرموز المرتبطة به، وتُعلَّق السلطات التي ارتبطت بتفويض مباشر من الكرسي الرسولي، وبذلك تُفقد جامعة الحكمة الملكية صفتها الرسمية الكنسية إلى حين انتخاب الحبر الأعظم الجديد وتجديد أو تثبيت التفويضات التي كانت قائمة.
خاتم الصياد (باللاتينية: Anulus Piscatoris) هو خاتم يحمل رمزية كبيرة في الكنيسة الكاثوليكية، ويُعد من أبرز رموز سلطة البابا الروحية والدنيوية. إليك شرحًا لما يرمز إليه ولماذا يتم تلفه عند وفاة البابا أو استقالته:
*رمزية خاتم الصياد:
-الإسم والمصدر : سُمي “خاتم الصياد” نسبة إلى القديس بطرس، الذي كان صياد سمك قبل أن يصبح أحد حواريي المسيح، ويُعتبر أول بابا في التقليد الكاثوليكي.
▪️ البابا يُعتبر خليفة القديس بطرس، لذا يُنسب إليه هذا الرمز.
*التصميم:
الخاتم يحمل نقشًا تقليديًا يُظهر بطرس وهو يصطاد من قارب (إشارة إلى كونه صيادًا)، مع اسم البابا المنقوش حول الحافة.
يستخدم الخاتم أيضًا لختم الوثائق البابوية الرسمية بالشمع الأحمر كدليل على صدورها من البابا نفسه.
لماذا يتم تلف الخاتم؟
-منع التزوير:
بعد وفاة البابا أو استقالته (كما حصل مع بندكتوس السادس عشر)، يتم إتلاف الخاتم رسميًا بواسطة المطرقة، لتجنب أي إمكانية لاستخدامه في إصدار أو تزوير وثائق بابوية جديدة.
-نهاية السلطة:
يُمثل تدمير الخاتم نهاية سلطة البابا الراحل. فبما أن الخاتم رمز لسلطته، فإن كسره يعني انتهاء ولايته رسميًا.
إجراء تقليدي ضمن طقوس الانتقال البابوي: يتم هذا التدمير ضمن سلسلة من الطقوس التي تُتبع بعد شغور الكرسي الرسولي، استعدادًا لانتخاب بابا جديد
تُقام جنازة البابا الراحل بحسب الطقوس الرومانية المقدسة، وتتبعها تسعة أيام من الصلاة والحداد تُعرف بـ Novemdiales، وهي فترة يرفع فيها جسد الكنيسة صلاته على نية راعيه، متأملًا سر الموت والقيامة والرجاء الأبدي.
ندعو إخوتنا الكهنة، في مختلف الأبرشيات والرعايا، إلى الثبات في الوحدة والصلاة، وإلى تثبيت الشعب على الرجاء، فالكرسي الرسولي شاغر، لكن المسيح لا يُعزل ولا يموت، وهو رأس الكنيسة الحي إلى الأبد، والروح القدس يرشدها دومًا في كل زمان ومكان.
أما أنتم، يا أبناء الكنيسة من العلمانيين، فاعلموا أن دعوتكم في هذا الزمن هي أن تكونوا شهودًا للثبات، وأبناء للحق، وسفراء للرجاء. لا تضعف قلوبكم، ولا يتزعزع إيمانكم، فالله يُقيم الرعاة بحسب مشيئته، ويقود سفينة الكنيسة كما فعل منذ أيام بطرس حتى اليوم. صادر عن : جامعة الحكمة الملكية
بعد انكسار الخاتم البابوي وفقدان الصفة الرسمية نيابةً عن العلمانيين المؤمنين في الكنيسة الجامعة 21/04/2025

اترك تعليقاً