الأب عبدو أنطون ر.م.م-
بيتنا في القرية كان نعيمي عشتُ فيه فترة عمرٍ قديم
ما نسيته لحظةً في حياتي في فؤادي يسكُنُ…طيَّ الصميم
صخرُ صوَّانٍ حيطُه، ناتئٌ…قد صدَّ عنَّا كلَّ خطرٍ أليمِ
بابُه زال لونه والتوى من حرِّ شمسٍ وصقعةِ غيمِ
كم سمعنا للمفصلِ من صريرٍ لو أتاه برهةً هواءُ النسيمِ
والشبابيكُ قد غزاها اهتراءٌ شابهت في العتبة وجهَ دميم
أسطل…ماء السطحِ أفرغ أرضاً زاح عن سقف البيتِ كلَّ شَريم
من كراسٍ صالونه وحصيرٍ غُرفة النوم من بساطٍ رميم
حاطهُ الزيتون ونصبُ عنبٍ والغلالُ هباتُ يدِ الكريمِ
مرَّ من جنبِهِ طريق مُشاةٍ فالحصى والشوكُ يُصيبُ بضيمِ
والصعودُ إليه في درجاتٍ نحو ساحةٍ فوق وجه الأديم
فيها أحواضُ الحبقِ والورودِ والطّيورُ غنَّتْ بصوتٍ رخيمِ
دمَّرَ القصف بيتنا…فانزعجنا بيد ما خفنا من عدوٍّ غشيم
طالما الأحلام تزيل الخراب يا حياةً من مثواكِ استقيمي
بيتُنا قصرٌ…فيه بدءُ حياتي في الحنين إليه أغلى رقيمِ
Share via:
