هو البيت الوحيد الذي يمكنك أن تدخله عشرات المرات دون دعوة، وأن تفتح بابه بمفتاحك دون أن يُستغرب حضورك، بل يُستقبل كالغيث بعد طول غياب.
هو البيت الذي تترقّب فيه العيون إطلالتك، وتشتاقه الأرواح قبل الأجساد. بيتٌ محفور في الذاكرة، يشبه حضن الطفولة وطمأنينة البدايات، وفيه تسكن اللحظات الأجمل التي لا تعوّض.
هو البيت الذي يكون الحديث فيه مع الوالدين عبادة، والنظر إليهم برًّا، والبقاء بجوارهم طمأنينة لا يمنحها سواهم.
هو البيت الذي إن غبت عنه انقبض قلب أصحابه، وإن قصّرت في حقهم غضب الله من تقصيرك.
هو البيت الذي فيه شمعتان احترقتا بصمت، لتنيرا دربك، وتسقيا حياتك بالحب والتضحيات.
هو البيت الذي لا يُزيّف لك فيه أحد المحبة، ولا يُنتظر منك مقابل، فكل شيء يُقدَّم إليك بنية صافية وقلب خالص.
هو البيت الذي تُحضَّر فيه مائدة الطعام لأجلك، وإن لم تأكل، ينكسر القلبان اللذان لا يشبه حنانهما شيء.
هو البيت الذي يهبك كل الضحكات الصافية، ويقدّم لك السعادة دون مقابل، فقط لأنك أنت.
فيا من تقرأ هذه الكلمات، لا تُهمِل بيتًا هو الأصل والجذر والظلّ… واعرف قدر الأب والأم قبل أن يرحل الزمن بهم، وتبقى الحسرة وحدها لا تجد بيتًا تعود إليه.