د. سلمى عطالله-
أنا هُنا، فَلُفّيني بِطُهْرِ أوْراقِك،
عانِقيني بِزَهْوِ ألْوانِك،
أَسْمِعيني صَمْتَ الْهُدوء،
فَقَدْ جِئْتُكِ بِحَشًا تَعِبٍ وأَمَلٍ مَطْعون…
أنا هُنا، فاعْزِفي بأَوْتارِكِ لَحْنَ الْوُجود،
غَذّي داخِلي بِبَعْضِ حُبٍّ مَفْقود،
فَقَد جِئْتُكِ فارِغَةَ الْقَلْبِ، تائِهَةَ الْعُيون…
أنا هُنا، فادْفُنيني بِطَيّاتِ تُرابِكِ الطَّهور،
نَقّي ما فِيَّ مِنْ أَدْرانٍ، مِنْ قُشور،
انْزَعي انْتِزائي وَالطّمَعَ الْجَسور،
فَقَد جِئْتُكِ أُلامِسُ فيكِ حُدودَ الْأَمان،
أَتَعَرَّفُ وفاءً ضائِعًا، أُرَوّي ترابي بِقَطْرِ الْحَنان…
أنا هُنا، فَطيري بي على أَذْرُعِ النَّسَمِ،
ازْرَعيني في أَكْؤُسِ الزَّهْرِ،
لَوِّني بي زَهْوَةَ الْفَراشاتِ،
خُذيني إلَيْكِ، فأنا قَدْ مَلَلْتُ عالَمي والْوُجود!…
من كتاب “عند قارعة الوجود”