تشير دراسة حديثة إلى أنّ تأخير موعد وجبة الفطور قد يكون مرتبطًا بتدهور الصحة العامة وقصر متوسط العمر. فرغم أن تناول الفطور في وقت أبكر لا يضمن بالضرورة إطالة العمر، فإن الانتظام في مواعيد الوجبات يلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على وزن صحي، وضبط مستويات السكر في الدم، وفق ما أورده موقع «فيري ويل هيلث».
شملت الدراسة 2,945 شخصًا من كبار السن في المملكة المتحدة، وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين يؤخرون تناول فطورهم ترتفع لديهم مخاطر الوفاة المبكرة. وقد تبيّن أن كل ساعة تأخير في موعد الفطور ترتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة تتراوح بين 8 و11 في المئة.
وتوحي هذه النتائج بأن توقيت الفطور قد يساعد في تحديد الفئات الأكثر عرضة لمشكلات صحية في مرحلة الشيخوخة، غير أن الباحثين يشيرون إلى ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لفهم طبيعة العلاقة بين وقت الفطور وطول العمر بشكل أدق.
لم تحدد الدراسة وقتًا مثاليًا موحدًا لتناول الفطور، لكن خبراء التغذية يوصون بتناوله خلال ساعة إلى ساعتين من الاستيقاظ، وذلك لكسر صيام الليل وتزويد الجسم بالطاقة اللازمة لبداية اليوم.
وتوضح أنجل بلانيلز، اختصاصية التغذية في سياتل، أن «البدء بوجبة مبكرة يساعد على ضبط التوازن الأيضي، وتشجيع عادات غذائية أكثر صحة». كما تشير إلى أن تناول الطعام خلال ساعتين من الاستيقاظ يساهم في استقرار سكر الدم، وتنشيط عملية الأيض، وضبط الإيقاع الحيوي للجسم.
وأظهرت أبحاث أخرى أن الفطور المبكر يحسّن مستويات الغلوكوز في الدم، ويعزز إفراز هرمون GLP-1، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم الشهية والهضم ومستويات السكر.
ورغم أن تناول الفطور في وقت أبكر بساعة لن يضيف سنوات إلى حياتك على الفور، فإن الفوائد الصحية المحتملة كثيرة، منها: تحسين ضبط السكر في الدم، دعم الإيقاع الحيوي، والمساعدة في الحفاظ على وزن صحي.
وتوضح اختصاصية التغذية بيث غودريدج أن «من الصعب أحيانًا تناول الطعام مباشرة بعد الاستيقاظ، لكن منح الجسم من 60 إلى 90 دقيقة قبل الوجبة يظل ضمن النطاق الصحي». كما تشير إلى أن تجاهل الفطور قد يدفع الشخص لاحقًا إلى تناول أطعمة أكثر دسامة لتعويض السعرات الفائتة.
ولهذا، توصي غودريدج بالتخطيط المسبق لتسهيل الالتزام بعادة الفطور الصحي، مثل إعداد الشوفان المبرّد في الليلة السابقة، أو تجهيز خبز محمّص مع زبدة الفول السوداني، أو سلق البيض مسبقًا للحصول على خيارات مغذية وسريعة في الصباح.
