تجلي الرب…

You are currently viewing تجلي الرب…

تروي الأناجيل المتى ومرقس ولوقا حادثة التجلي، التي وقعَت بعد ستة أيام من أحداث سابقة، حيث اصطحب يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا إلى جبل عالٍ، هناك تجلّى أمامهم. شهد التلاميذ موسى وإيليا وهما يتحدثان مع المسيح، وعبر بطرس عن رغبته في إقامة ثلاثة مظال، واحدة لكل منهم. فجأةً ظهر غمام منير، وسمع التلاميذ صوت الله الآب قائلاً: “هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت، فله اسمعوا”. خاف التلاميذ خوفًا شديدًا، لكن يسوع طمأنهم قائلاً: “قوموا، لا تخافوا”. وعندما رفعوا أنظارهم، رأوا يسوع وحده.

يُظهر هذا الحدث مجد المسيح في ملكوته السماوي، ويقدم نموذجًا لحاملي الصليب الذين يطلب منهم الكفر بالنفس والاتباع، ليحصلوا على صفات الطوباويين الأربعة: عدم التألم، والضياء، وسرعة الانتقال، والتجرد عن الكثافة. وقد فسّر القديس توما الأكويني التجلي على أنه لمحة من المجد المعد للتلاميذ والمؤمنين الذين يحملون صليبهم ويتبعون المسيح، مستشهداً بكلمات بولس الرسول: “إنّا إن متنا معه فسنحيا معه، وإن صبرنا فسنملك معه” (2 تيموثاوس 2: 11-12).

يرى القديس توما في حادثة التجلي ظهورًا جديدًا للثالوث الأقدس، حيث يظهر الله الآب بالصوت، والابن المتجلي، والروح القدس في صورة الغمام المنير. ويعني صوت الآب السماوي دعوة إلى الثقة بالمسيح وعدم الشك في أقواله، لتعزيز إيمان التلاميذ، خاصة عندما يرونه مصلوبًا وميتًا، وذلك تشجيعًا لهم على احتمال العذاب والموت برغبة في نيل المجد السماوي الذي أظهر لهم جزءًا منه في لحظة التجلي.

اترك تعليقاً