يُعدّ رئيس الملائكة ميخائيل من أبرز الشخصيات السماوية في التقليد المسيحي، كما شهد بذلك القديس يوحنا في سفر الرؤيا، إذ قال: “وحدث قتال في السماء، ميخائيل وملائكته كانوا يقاتلون التنين، وكان التنين وملائكته يقاتلونه” (رؤيا 12: 7). وقد انتصر ميخائيل على إبليس وملائكته، وطردهم من السماء، فرفعه الله إلى رتبة رئاسة الملائكة وخدامه.
ويُشير النبي دانيال إلى دوره العظيم، إذ يقول: “وفي ذلك الزمان يقوم ميخائيل، الرئيس العظيم، القائم لبني شعبك” (دانيال 12: 1)، في دلالة واضحة على حمايته للشعب المختار.
كما كان هذا الملاك الجليل نصيرًا لشعب الله في العهد القديم، فإنه لا يزال في العهد الجديد شفيعًا ومحاميًا عن كنيسة المسيح. فهو الذي تراءى لإبراهيم، وظهر ليشوع بعد عبوره نهر الأردن، ومنحه النصرة على أريحا. وهو الذي سلّم موسى لوحي الشريعة، وعضد داود في وجه جليات، ونجّاه من ملاحقة شاول. كذلك هو الذي رفع إيليا بمركبة نارية إلى السماء، وأجرى آيات باهرة في وسط الشعب.
في العهد الجديد، لا يغيب حضوره، فقد ظهر معزيًا للسيد المسيح في بستان الزيتون، وتراءى للقائد كورنيليوس مرشدًا إياه إلى بطرس الرسول. كما أنقذ بطرس من سجن هيرودس، وظهر مرارًا للقديس يوحنا في رؤياه، كاشفًا له أسرار السماء.
وإلى اليوم، لا يزال رئيس الملائكة ميخائيل يشفع بالكنيسة لدى عرش العلي، ويرسل، بأمر الله، الملائكة الحرّاس ليعضدوا المؤمنين في صراعهم الروحي ضد الشرّ والعالم والجسد والشيطان.