يشير خبراء علم النوم إلى أنّ إدخال تعديلات طفيفة على نمط الحياة اليومية يمكن أن يؤدي إلى تحسين ملحوظ في جودة النوم ومدته. ويُعدّ النوم عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على توازن وظائف الجسم، إذ ترتبط قلّته باضطرابات في الأداء الحركي والمعرفي، وبزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والاكتئاب.
وتبيّن الدراسات أنّ النشاط البدني المعتدل والمنتظم يسهم في تحسين جودة النوم، في حين قد تؤدي التمارين الشاقة قبل موعد النوم مباشرة إلى نتائج سلبية. كما يُنصح بتجنّب تناول الوجبات الثقيلة أو الأطعمة الغنية بالسكريات والكافيين قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات، وذلك لإتاحة الوقت اللازم لعملية الهضم وتخفيف النشاط الجسدي المؤثر في الاسترخاء.
وفي السياق نفسه، يؤكد المتخصصون أهمية الحدّ من استخدام الأجهزة الإلكترونية في الفترة المسائية، نظراً لما يسببه الضوء الأزرق المنبعث منها من تعطيل لإفراز هرمون الميلاتونين المنظّم لدورة النوم. كما تُعدّ الأنشطة المهدئة قبل الخلود إلى النوم، مثل الاستحمام الدافئ أو التأمل أو القراءة، وسائل فعّالة للتهيئة النفسية والجسدية للنوم.
أما على مستوى البيئة المحيطة، فيوصي الخبراء بضرورة توفير غرفة نوم مريحة وهادئة ومظلمة، وضبط حرارتها بين 15 و19 درجة مئوية. ويمكن استخدام أقنعة العين أو سدادات الأذن عند الحاجة لتحسين ظروف النوم الفردية.
ويشير المتخصصون أيضًا إلى أهمية تغيير النظرة تجاه النوم باعتباره متعة وضرورة حياتية، لا مجرد واجب يومي. وتُعدّ عوامل مثل التوتر والقلق والإفراط في التفكير والمشكلات الصحية من أبرز الأسباب المؤدية لاضطرابات النوم، مما يستدعي اعتماد نمط حياة متوازن يهيّئ الظروف المثلى لنوم صحي ومريح.
