الخوري نسيم قسطون
كثيرون من المسيحيّين اليوم يفضّلون الأبواب الواسعة التي تبعدهم عن الربّ على عبور الباب الضيّق المؤدّي إلى الخلاص!
كثيرون تغريهم الأموال وغيرهم المجد الدنيوي وسواهم المناصب وآخرون الجمال الخارجيّ… بينما يبتعدون عن الربّ الّذي لا يهتمّ لكل هذه الترهات الزائلة…
لقد طالبت الجماهير بيسوع ملكًا وتبعته بحثًا عن العجائب وربّما طمّعًا بمناصب في مملكته سواء في الأرض أو في السّماء!
ولكن يسوع لم يأت ليؤسّس مملكةً تزول ولا جعل أساس ملكه الجيوش أو الثروات… بل إختصر يسوع سياسة مملكته واقتصادها وأمنها بكلمة واحدة: المحبّة!
فعلى أساسها وبمعاييرها سيميّز الربّ الأوّلين من الآخرين!
من اعتبر نفسه موظّفاً في شركة الآب السماوي المساهمة فليراجع حساباته لأنّه أكثر بكثير من موظّفٍ لدى الآب لأنّه ابنٌ محبوبٌ ومفتدى ومخلّص!
هذه إحدى شروحات معنى الباب الضيّق الّذي حدّثنا عنه الربّ يسوع في إنجيل اليوم (لوقا 13: 22-30).
ينطبق التوصيف ذاته على فكرة “ألم الله” التي يصعب أحيانًا تقبّلها وفق المنطق البشريّ.
لكن الألم الإلهيّ، وفق منطق المحبّة، ليس انتقاصاً من لاهوت الله بل هو من نتائج محبّته الفائقة للإنسان ولهذا تجسّد الربّ يسوع ليحمل عنه الآلام وليحرّره من الخطايا!
إنّه ألم التضامن لا ألم العقاب! ألم المحبّة لا ألم الحقد!
هذا الألم هو المدخل لقبول تصوّر لاهوت الله كلاهوت محبّة لا كلاهوت عدالةٍ وحسب!
كلّ ذلك يشترط ألّا يكون باب عقلنا ضيّقًا متى رفضنا منطق المحبّة الإلهيّة مفضّلين عليه منطق المصلحة الآنيّة ومنطق المتاجرة مع الله عبر تبادل الخدمات!
فلنجتهد أحبّائي إذاً ولنفهم أنّ الله يحبّنا ولا يريد سوى قلوبنا وأفعالنا النّابعة عن المحبّة “لا طمعاً بالنّعيم ولا خوفاً من الجحيم” بل وفقط “حبّاً بك يا ألله”:
- فلنعش حباً به
- ولنخفّف من شكوانا وتذمّرنا حبّاً به
- ولنغفر لبعضنا البعض حبّاً به
- ولنساعد الفقير والمحروم حبّاً به
- … حبّاً به
فلندخل إذاً في عمق فهم سرّ ألم الله فنعي حينها أكثر فأكثر سرّ محبّته الخلاصيّة!
أسبوع آلام مبارك!
Share via: