يرحل العمالقة بأجسادهم فقط، لأنّ ما يتركونه من أثرٍ فكريٍّ وفنيٍّ خالد يظلّ شاهداً على حضورهم الأبديّ في الوجدان الإنساني.
وتجسّد هذه الصورة النادرة، الملتقطة عام 1929 في مدينة نيويورك، ذلك المعنى العميق للخلود؛ إذ تُظهر الشاعر والكاتب والفيلسوف والفنان التشكيلي اللبناني جبران خليل جبران في عشاءٍ تكريميّ أُقيم احتفاءً بمرور خمسةٍ وعشرين عامًا على مسيرته الثقافية المضيئة.
يبدو جبران في وسط الصورة، محاطًا بمحبّيه ومريديه، وكأنّ المكان يفيض بهالة من الفكر والجمال والروحانية التي وسمت نتاجه الأدبي والفني، وجعلت منه أحد أبرز رموز النهضة الأدبية العربية في المهجر، وشخصيةً لا يطويها الغياب، لأن الخلود حليف المبدعين.
