إذا كنت تحب أطفالك حقًا، فإن احترام وحماية أمهم يشكل حجر الزاوية في تنشئتهم السليمة. فالأم ليست مجرد مقدّم رعاية جسدية، بل هي وطن الأطفال الأول وملاذهم الآمن، وهي التي تهدئ عواصفهم، وتحتوي مخاوفهم، وتحمل على عاتقها احتياجاتهم وأحلامهم ودموعهم، حتى عندما لا يلتفت أحد إليها.
يجب أن يكون الأب سندًا لها لا عبئًا إضافيًا، وأن يتعامل معها بلطف ووعي، داعمًا وجودها العاطفي والنفسي، لأن راحة الأطفال تبدأ من سلام الأم الداخلي. فحين تكون بخير، يزدهر الأطفال، وحين تنكسر، يشعرون بانكسارها، ويحاولون التعويض عن فقدان الأمان بدلاً من عيش طفولتهم بسلام.
إن حب الأم واحترامها ليس ترفًا، بل ضرورة تربوية، ويمثل بداية حب الأب الحقيقي لأطفاله. فبالرعاية والاعتناء بها، يضمن الأب تنشئة أطفالٍ متوازنين نفسيًا وعاطفيًا، قادرين على النمو في بيئة صحية ومستقرة.
