هاني كفوري-
قالت أنت لست تؤمن بالله
فبأي حق تتلو له الصلوات؟!
مَن علّق الأرض على المياه
أيروم منك شهادة بالذات؟!
هل تحسب نفسك مثله إله
وأنتَ ضعف في تيه الملذات؟!
من أين لك ثبات الوجود لولاه
وترجوه في صدفة العثرات؟!
أتقدر على نفخ نسمة حياه
وهبّة الريح تفقدك الثبات؟!
أيها العابث بقداسة مسراه
أين أنت من روح المقدسات؟!
تهزأ بالعبادات وتعبد الرفاه
شيمتك جمع أموال وخيرات
هيكل الروح دنّستَ واحسرتاه
وأجلستَه على عرش الفانيات
أغرقتَه في دنيا ليست دنياه
والأذن صمّاء والروح توسلات
حسبُك أن الله أغدق عطاياه
واصطفاك حبيباً بين الكائنات
دع عنك فلسفة ليست رضاه
والبس ثوب التواضع والأناة
واحمل صليب تائبٍ بعدما تاه
ليس عنده من الإيمان نثرات!
قال في المعبد رأيت الأفواه
تثرثر والشهوة تفيض بالنظرات
ليست عبادة الله في الشفاه
ولا في امتهان اللحن والكلمات
مَن قال أعطيتم للإيمان معناه
برودة في القلب غشّ ومغالاة
تظنون أنكم تمشون على خطاه
أطريق الله قادتكم إلى المأساة؟!
ضعفاء تشكون إليه في سماه
أن ينصركم على إخوة وأخوات
لا مكان للمحبة والبغض بمداه
أعجب كيف ترفعون له الطلبات
أويسمع الله للمرائي في مسعاه
ويكتب له النصر بأقدس الآيات؟!
سئمت الكذب فيكم وما جناه
لن أسمع المزيد تكراراً وعادات
حباني قناعة بساطة بما أحياه
سكب في صدري نور المناجاة
غمرني بسترٍ عيونكم لا تراه
وأنتم في بحور الظلمات عراة!
