حذاء والدي لم يغادر مكانه

سميحة يولبروات-
في الليلة التي رحل فيها والدي، تجمعت العديد من الأحذية أمام مدخل بيتنا، ولأول مرة أدرك أن حذاء والدي كان قديما جدا مقارنة بغيره!
وبعد ذلك اليوم اختفت جميعا ولم نعد نراها، إلا حذاء والدي لم يغادر مكانه!
لم يرحل ولم يتخلى عنا يوما حتى بعد وفاته لايزال يشعرنا بوجوده، التشققات في حذائه تخبرنا عن تضحياته، كل ما في البيت اقتناه بتعبه وعرق جبينه، رحل هو وبقي حرصه حيا يأوينا ..!!
لطالما كان صوت حذائه مميزا، يشعرنا بالكثير من الفخر والسعادة صباحا عند مغادرته نحو عمله، ويغمر قلوبنا الصغيرة بأمنه وراحته لحظة عودته ليلا، عودته التي اصبحنا نشتاق إليها، ونحلم بدقة حرص على بابنا كدقته، ولمسة حب على اكتافنا تشبه لمسة كفه
 

اترك تعليقاً