برعاية وزارة الثقافة، ممثلة بالمدير العام للشؤون الثقافية الدكتور علي الصمد، أقامت جامعة الجنان في طرابلس احتفالًا بتوزيع جوائز “جائزة منى حداد يكن في جماليات الخط العربي”، وذلك في حرم الجامعة، بحضور المدير العام للجامعة الدكتور بسام حجازي، وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور هاشم الأيوبي، إلى جانب عمداء الكليات، رؤساء الأقسام، وفعاليات ثقافية وأدبية وأكاديمية.
كلمة الدكتور الصمد
وفي كلمته بالمناسبة، أكّد الدكتور الصمد أن “تعزيز مكانة الخط العربي في مؤسساتنا الأكاديمية ليس ترفًا ثقافيًا، بل هو واجب تربوي يربط الطلاب بجذورهم، ويعزز اعتزازهم بهويتهم ولغتهم الأم”. وأضاف: “يسعدني أن أشارك اليوم في هذا الحدث الذي يحتفي بأحد أبرز عناصر هويتنا الحضارية، وهو الخط العربي، الذي شكّل على مدى العصور وسيلة لحفظ العلوم ونقل المعارف، ولعب دورًا أساسيًا في توثيق التراث الإنساني”.
ولفت إلى أن الخط العربي “ليس مجرد أداة كتابة، بل هو فن راقٍ يمتاز بتنوّع أساليبه وجمالياته، وبمرونته ودقّته التي تعكس روح اللغة العربية”، مشيرًا إلى حضوره البهيّ في العمارة الإسلامية والفنون الزخرفية. وأكّد أن “في زمن الذكاء الاصطناعي، تبقى للخط العربي مكانته الجمالية والفكرية والروحية، وتُثبت المبادرات المعاصرة، كالمعارض والتطبيقات الرقمية، أن الاهتمام به يتجدد بروح العصر”.
وختم بتحية لجامعة الجنان وإدارتها على وفائها لهذا التراث الحي، مشيرًا إلى أن “جائزة منى حداد يكن في جماليات الخط العربي” تشكل محطة أساسية في دعم هذا الفن الأصيل، ومشيدًا بجهود عميد الكلية الدكتور هاشم الأيوبي والدكتور جمال نجا رئيس لجنة التحكيم.
كلمة الدكتور الأيوبي
من جهته، أوضح الدكتور هاشم الأيوبي أهمية الجائزة ومكانة الخط العربي في رسالة الجامعة، قائلًا: “الخط العربي هو المحور المضيء في الثقافة العربية، وقد شرّفه الله بأن يكون لغة القرآن الكريم، وهو الوسيلة التي انتشرت بها معارف الأمة، ولم تقتصر على العالم الإسلامي بل وصلت إلى شعوب وثقافات أخرى”.
وسرد الأيوبي شواهد ثقافية وفنية من تجارب عالمية أبرزت جمال الحرف العربي، منها شهادة الدكتوراه للفيلسوف الألماني إيمانويل كانط المكتوبة بالعربية، وتأثر المستشرق الألماني فيشر بجمالية الخط في شبابه، ما غيّر مسار حياته.
وشدّد على أهمية الاستمرار بهذه الجائزة وتوسيعها مستقبلًا، معلنًا أنه سيتم العمل على تنظيمها في دورتها المقبلة بثلاث فئات: الثانوية، الجامعية، والمحترفين من الخطاطين. كما اقترح إقامة “أسبوع الخط العربي” يتضمن ورشًا فنية ومعارض دائمة، وتأسيس “الملتقى الدائم لرعاية الخط العربي وفنونه” في رحاب جامعة الجنان، ليكون منبرًا دائمًا لفناني الخط العربي في لبنان والعالم العربي.
مشاركة لجنة التحكيم
كما تحدث عضو لجنة التحكيم الدكتور جمال نجا، مشيرًا إلى آلية التقييم المعتمدة لاختيار الأعمال الفائزة، حيث رُوعيت الأصالة والدقة والجمالية في تكوين الحروف واللوحات الخطية.
تكريم الفائزين
وقد أعلن عن أسماء الفائزين على الشكل التالي:
فئة الجامعيين:
-
أماني هوشر
-
آية يحيى
-
جرناس كزبور
جوائز ترضية:
-
فواز عبيد
-
عبدالله قدور
فئة الثانويين:
-
محمد يحيى الجاسم
-
شيماء شطح
-
لين قدور
كما تم عرض أعمال الخطاط الدكتور أحمد المفتي، التي عكست تنوّعًا فنيًا لافتًا في توظيف الخط العربي ضمن أساليب بصرية عالمية.
