حقق العلماء اختراقاً ملموساً، في السنوات الأخيرة، مع أدوية فقدان الوزن Wegovy وZepbound، وهما حقنتان حصلتا على موافقة الهيئات الصحية في الولايات المتحدة في عامي 2021 و2023. ومع ذلك، لم يتوقف الباحثون عن السعي لتطوير أقراص لإنقاص الوزن، التي طالما اعتُبرت الهدف النهائي في هذا المجال، نظراً لسهولة تناولها مقارنة بالحقن التي يجدها كثير من المرضى مزعجة.
ويكمن التحدي، وفق صحيفة “فاينانشيال تايمز” في إنتاج أقراص إنقاص الوزن، في محاولة إيجاد طرق لتجاوز الجهاز الهضمي، الذي يعمل على تفكيك الأدوية قبل أن تبدأ في مفعولها. وفي السنوات الأخيرة، ألغت شركات أدوية كبرى مثل Pfizer، وAmgen، وRoche تطوير بعض أقراص إنقاص الوزن بعد فشلها في التجارب السريرية.
وقد يشهد هذا العام حلاً للمشكلة، بعد أن أعلنت كل من شركة الأدوية الدنماركية Novo Nordisk المصنعة لـ Wegovy، والشركة الأميركية Eli Lilly المصنعة لـ Zepbound، عن نتائج إيجابية لتجارب أقراصهما، مع توقع الحصول على الموافقة عليها خلال العام المقبل.
ونقلت الصحيفة عن سام أولين، الشريك في شركة الاستشارات العلمية ClearView Healthcare Partners، أن هذه الأقراص تُمثل “خطوة حاسمة إلى الأمام”، موضحاً أن “الحُقن رسّخت ممارسة وصف الأدوية لإنقاص الوزن، والآن يمكن للأقراص أن تجعلها ممارسة شائعة وروتينية”.
وتُشير التقديرات إلى أن أقراص إنقاص الوزن من المتوقع أن تحقق مبيعات ضخمة في السوق، قد تمثل من خُمس إلى ثلث الإنفاق المتوقع الذي يزيد عن 100 مليار دولار على أدوية السمنة سنوياً بدءاً من عام 2030. وأضافت الصحيفة، أن هذه الأقراص ربما تتيح فرصة لشركات أخرى لتحدي احتكار Novo Nordisk وEli Lilly لسوق هذا النوع من الأدوية.
ومع ذلك، لا يزال هناك جدل حول ما إذا كانت هذه الأقراص ستكون ثورية أم مجرد بديل متخصص، إذ أبدى المرضى قبولاً مفاجئاً للحقن، ومن المتوقع أن تواجه الأقراص خلال سنوات قليلة منافسة من النسخ الأرخص المتاحة خارج براءات الاختراع للأدوية الحالية
