حماة…مدينة النواعير

حماة، هي واحدة من المدن السورية القديمة التي تطوّرت بفضل نهر العاصي، وتلقب بـمدينة ” أبو الفداء” نسبة إلى الجغرافي المعروف بأبي الفداء الذي حكم المدينة في الفترة الواقعة بين 1310 و 1331 م.

إنَّ شهرة نواعيرها (الناعورة اسم آلة مشتقة من فعل نعر بمعنى أحدث صوتاً فيه نعير والنعير صوت يصدر من أقصى الأنف وقيل لمثل هذه الآلة ناعورة نظراً لنعيرها وتجمع على نواعير وناعورا) أكسبتها لقباً آخر هو “مدينة النواعير”، حيث تنتشر 16 ناعورة تروي المصاطب المنتشرة على جانبي النهر، وتسمى محلياً “الزور”.

تعتمد النواعير على طاقة النهر المائية، إذ تغطس فرّاشات النواعير الخشبية في مجرى النهر، ولتسريع دورانها تبنى سدود صغيرة مائلة أمامها لحجز المياه وجعلها تتدفق بسرعة نحو فتحات خاصة تسمى كل فتحة منها (البيب)، فترتطم المياه المتدفقة بقوة بالفرّاشات واحدة بعد الأخرى فتدور النواعير حاملة في صناديقها الماء نحو الأعلى، لتصبّ في أقنية قائمة على قناطر حجرية عدة، ومن ثَمّ تقوم هذه الأقنية بإيصال المياه إلى الأراضي المرتفعة عن مستوى النهر. 

ولضمان استمرارية عمل النواعير يجب إيقافها مرّة كل عامين لإجراء عمليات الصيانة. كما يمكن أن تكون الناعورة مفردة أو مزدوجة، أي لها عجلتان خشبيتان على السدّ الصغير الذي يحصر المياه، وفي بعض الأحيان تكون النواعير متقابلة على ضفّتي النهر لضمان أفضل استثمار للمياه التي تحصرها السدود الصغيرة.

وقد لعبت النواعير دورًا أساسيًا في الاقتصاد الزراعي كونها  وسيلة مبتكرة من وسائل الري، وإذا كان دورها في هذا المجال قد بدأ يقل بسبب استخدام الوسائل الحديثة  فأهميتها السياحية مستمرة حيث أصبحت معلمًا سياحيًا يستقطب السياح للتمتع بمنظر النواعير.

اترك تعليقاً