حين أعود إلى الجنوب البعيد

You are currently viewing حين أعود إلى الجنوب البعيد
مريم قوصان-
غدًا أو بعد غد،
حين أعود إلى الجنوب البعيد،
سأبحث عنك بين بتلات الورد..
ربّما صار أثرك دحنونًا،
أو ربّما أقحوان..
غدًا أو بعد غد،
سأتبع رائحة الياسمين،
أو ربّما أجد زهرًا لم أعهده يومًا،
يكون أنت…
ربّما نبتت زيتونةٌ خالدةٌ في مكان ما،
أو لعلّك صرت شجرة ليمونٍ جنوبيّ..
ترى،
كيف كان وقع الشّتاء على جسدك؟
هل كان رؤوفًا؟
كيف أحبّتك طبيعة بلادي؟
سباعه؟
حجارته؟
كيف عاملوك أيّها العامليّ؟
هل نزل الغيث خفيفًا على صفحة الماء في وجهك؟
هل بلّل قلبك؟
غدًا أو بعد غد،
سأبحث عنك،
وعن شجرة لوز،
أقول لها اسمك؛
فتزهر،
وأقول هنا نبتت من قلبه جذورٌ جديدةٌ لهذه الأرض..
هكذا أنت،
عنيدٌ وصلب،
مثل تراب بلادي..
وهكذا أنا،
ونحن،
يؤلمنا المطر،
تؤلمنا السّباع،
تؤلمنا الطّبيعة؛
دون أثرك…

اترك تعليقاً