بقلم د ناصيف قزّي
متى ينتهي الزمن المقلوب وهل ينتهي ومتى
متى ينطفئ عرس الشياطين
أما آن الأوان أن ينقلب السحر على الساحر ويعود ضوء القمر
لم يسبق لشعب أن عانى ما عاناه شعبنا، وعلى مدى عقود، بل قرون، على حافة هذا المشرق المشحون بالتصاوير الواهية والأوهام
لم يسبق للحقيقة أن احتجَبَتْ خَلْفَ ظلّها كما هي حالنا اليوم
وكأننا شعب ملعون، مكتوب عليه أن يتضوَّر ظلماً منذ أن كان
أهي الأساطير تعيق انبلاج الزمن الموعود
أم هو النفاق المغروز في عقول وقلوب البغايا والعرّافين، ما يحطّم كلّ الإمكانات
في بازار هذا الشرق، تُفْرَغُ الكلمات من مضامينها، وتلتبس كلّ الحكايات
ويحدّثونك عن النجاة، وسط كَيْلٍ من الأعاصير
وليس لديهم أحزمة أمان ولا عوّامات
ويزيّنون لك الحلول صبح مساء
والعتمة تغمر المكان
هي أفواج من الشياطين تتكاثر، تارة فوق برك الدماء
وطوراً في مستنقع الأحقاد
وسط الصقيع والدخان
هي تلك الشياطين التي ستظلّ توقعك في التجربة، كما حدث لعمانوئيل قبل نيف وألفين
لست أدري متى سينتهي صراعنا مع البقاء
يَذْهب جيْلٌ ويأتي جيْل، وتَبْقى العناوين هي هي
فلا أدويةٌ شافيةٌ ولا حلولٌ، بل مسكّناتٌ وتسويات
كأنّي بلبنان يعيش أدواراً متلاحقةً من الموت، دون أن يَبْلغ حدّ الزوال
Share via:
