حين يأخذ الأب ابنه معه في أي مهمة، فهو لا يخرجه فقط من العزلة، بل يمنحه هوية، ويرسم له معالم الرجولة.
إنها ليست مجرد لحظات عابرة، بل فرص تربوية ثمينة تُفتح فيها أبواب الحوار، ويشاهد الطفل نموذجًا حيًّا للأخلاق والتصرّف.
قد تبدو هذه المواقف صغيرة، لكنها تبني الإنسان الكبير في داخله:
-
عندما تشتري حاجيات البيت، وتُعطيه القائمة وتطلب مساعدته، يشعر بالثقة، وأنه موضع اعتماد.
-
عندما تصطحبه لزيارة مريض وتشرح له سبب الزيارة، يتعلّم الرحمة والمواساة.
-
عندما تشركه في تعبئة السيارة أو دفع فاتورة، يتعلّم معنى المسؤولية والتعامل مع الواقع.
-
عندما تسأله رأيه: “ما رأيك؟ نأخذ هذه أم تلك؟”، فأنت تُعلّمه اتخاذ القرار وتُدرّبه على التفكير والاستقلالية.
التربية لا تتم فقط بالكلمات، بل بالمرافقة اليومية، بالمواقف البسيطة التي تزرع القيم العظيمة.
في كل مهمة، فرصة. وفي كل مشاركة، درس.
وما يغرسه الأب في قلب ابنه اليوم، يحصده غدًا في شخصيته وأخلاقه.
