خاص موقع شرقنا: أنغام ترتقي بالروح…مروان خوري وجامعة سيدة اللويزةفي لقاء الثقافة.

You are currently viewing خاص موقع شرقنا: أنغام ترتقي بالروح…مروان خوري وجامعة سيدة اللويزةفي لقاء الثقافة.

زينا خليل-

إنه مروان خوري، الفنان الشامل الذي يرى في الحق والخير والجمال ركائز لا غنى عنها في بناء الإنسان الحقيقي. يؤمن بأن الفن رسالة سامية تُهذّب الروح وتُرقّي الوجدان، وأن الكلمة النقية تُحيي القلوب. موسيقاه مرآةٌ لعالمٍ يبحث عن النور وسط العتمة، وصوته صلاة حبٍ تتعالى فوق الضجيج. في كل لحنٍ ينسجه، دعوة للارتقاء بالإنسان نحو ما هو أسمى وأبقى.

وها هو الفنان مروان خوري يستعد لزيارة جامعة سيدة اللويزة، حيث سيُقدم حفلًا موسيقيًا مميزًا في الخامس عشر من حزيران، ضمن حرم الجامعة.

في هذا الإطار، أجرى موقع “شرقُنا” مقابلة خاصة مع الدكتور أنطوان فرحات، نائب رئيس الجامعة لشؤون التطوير المؤسسي ، الذي تحدث عن أهمية هذا الحدث الثقافي ودلالاته، مشيرًا إلى الدور الذي تتطلع اليه الجامعة في تعزيز الفنون وتشجيع الحوار بين الأجيال من خلال استضافة شخصيات فنية مرموقة تُجسّد القيم الإنسانية الراقية التي تنادي بها المؤسسة الأكاديمية.

تحت شعار “من أجل لبنان ومستقبل شبابه”، كيف تعبّر هذه المبادرة عن التزام الجامعة بقضايا الشباب والتعليم؟

تحت شعار “من أجل لبنان ومستقبل شبابه”، تعبّر جامعة سيدة اللويزة عن التزامها العميق بقضايا الشباب والتعليم، انطلاقًا من رسالتها التربوية والإنسانية التي أرساها الرهبان الموارنة منذ عام 1736 في مجمع اللويزة، حيث أُقرّ مبدأ التعليم المجاني والإلزامي كحق لكل مواطن.

وبالرغم من التحديات الاقتصادية والمالية الخانقة التي يمرّ بها لبنان، تواصل الجامعة التزامها بتقديم تعليم عالي الجودة، واضعة نصب أعينها مصلحة الطالب ومستقبله، وهو ما يترتّب عليه تكاليف تشغيلية مرتفعة لا تتيح في الظروف الراهنة اعتماد المجانية الكاملة.

من هذا المنطلق، اختارت الجامعة أن تكون شريكة فعلية لطلابها، فأسّست مبادرات دعم وتضامن، من بينها هذا الحفل السنوي الذي يُنظّم خصيصًا لدعم الشباب اللبناني وتأمين فرص متابعة تعليمهم الجامعي. إنها خطوة تعبّر عن التزام الجامعة المستمر برسالتها التربوية والاجتماعية، وحرصها على أن تبقى منارة علم وثقافة وعطاء في خدمة الوطن وأجياله الصاعدة.

كيف يمكن لحفل فني أن يساهم فعليًا في دعم صندوق الطالب ومساعدة الطلاب المحتاجين؟

يشكّل هذا الحفل أحد الأدوات الفاعلة التي تعتمدها الجامعة في دعم صندوق الطالب ومساندة الطلاب، إذ تتجاوز أهدافه البُعد الثقافي والفني، لتلامس بُعدًا إنسانيًا واجتماعيًا عميقًا. فمن خلال ريع هذه الفعالية، تتمكن الجامعة من تأمين الدعم المالي المباشر لما يقارب مئتي طالب سنويًا، ما يُسهم في ضمان استمرارية مسيرتهم الأكاديمية وتخفيف العبء الاقتصادي عن كاهلهم.

ولا يقتصر دعم الجامعة على هذه المبادرة فحسب، بل تُنظَّم أيضًا سلسلة من الأنشطة والمبادرات على مدار العام، في إطار استراتيجية متكاملة تهدف إلى تعزيز العدالة التعليمية.

لماذا وقع اختيار الجامعة على الفنان مروان خوري لإحياء هذا الحدث؟

جاء اختيار جامعة سيدة اللويزة للفنان مروان خوري لإحياء هذا الحدث انطلاقًا من رؤيتها الهادفة إلى الجمع بين الرقي الفني والرسالة الثقافية التي تسعى إلى ترسيخها في وجدان طلابها والمجتمع.

فمروان خوري ليس مجرّد فنان، بل هو صوتٌ جامعٌ بين الكلمة الراقية واللحن العميق، يُجسّد من خلال أعماله قيم الجمال، والصدق، والالتزام، وهي القيم نفسها التي تحتضنها الجامعة وتسعى إلى تنميتها في بيئتها الأكاديمية.

وقد رأت الجامعة في شخصه تجسيدًا لصورتها: مؤسسة تسعى إلى التقدّم والتألّق، وتؤمن بأن الثقافة والفن رافدان أساسيان للتنمية الإنسانية والاجتماعية. من هنا، كان اختياره طبيعيًا ومتّسقًا مع هوية الحدث وأبعاده، ليكون صوته امتدادًا لصوت الجامعة ورسالتها. 

ما الرسالة التي توجهونها للطلاب، ولأهل الفن، وللمجتمع اللبناني من خلال هذا الحدث؟

من خلال هذا الحدث الثقافي–الإنساني، توجّه جامعة سيدة اللويزة رسالة واضحة وعميقة إلى الطلاب، وأهل الفن، والمجتمع اللبناني بأسره، مفادها أن مسؤولية المحفاظة على التعليم العالي الجيد في لبنان هي مسؤولية جماعية.

ففي ظل التحديات الاقتصادية والظروف الصعبة، تؤكد الجامعة أن مهمتها لم ولن تتغير: تأمين تعليم جامعي عالي الجودة، من دون مساومة على المستوى الأكاديمي أو القيمي.

ولتحقيق ذلك، نحن بحاجة إلى شركاء حقيقيين يؤمنون بالرسالة نفسها. فالإعلام، والفن، والشركات، والمؤسسات، والأفراد، جميعهم شركاء في دعم شباب لبنان، لأن الاستثمار في التعليم هو الاستثمار الأصدق في مستقبل الوطن.

لذا يشكّل هذا الحفل دعوة صريحة إلى التضامن المجتمعي، وتأكيدًا على أن الثقافة والفن يمكن أن يكونا في خدمة القضايا الوطنية الكبرى، وأن لبنان لا يُبنى إلا بتضافر الجهود للمحافظة على رسالته الحضارية.

اترك تعليقاً