الخوري نسيم قسطون:
في خميس الأسرار، يتوافد المؤمنون إلى الكنائس للمشاركة في رتبة الغسل وللصلاة أمام القربان الّذي، في يوم العشاء السرّي، منحه الربّ لنا زوّادةً ومصدر قوّة لمواجهة صعوبات المسيرة نحو الأبديّة!
في مثل هذا اليوم، نستذكر محبّة الله لنا من خلال الأسرار وخاصةً سريّ الكهنوت والإفخارستيا اللذين ولدا في مثل هذه الليلة!
أيضاً في هذا اليوم، نشكر الله على نعمة الكنيسة التي تكمّل عمل الله فينا ونسأله القوّة لمرشدينا كي يواجهوا إغراءات العالم بقوّة الإيمان والاضطهادات بقوّة الرّجاء والتجنّي بروح المحبّة والغفران!
نتأمّل بشكل خاص في نصّ رواية العشاء الفصحيّ للربّ يسوع مع تلاميذه في العليّة (لوقا 22: 1-23).
في كلّ مرّة نجتمع ككنيسة، علينا أن نتذكّر جيّداً أحداث هذا النصّ وما ورد فيه من أقوال ولا سيّما كلمات الربّ يسوع: “إصنعوا هذا لذكري”!
في الإفخارستيّا، يحلّ الربّ في وسط الجماعة المجتمعة ليقول لها كلمته في الكتاب المقدّس وليدخل إلى الأجساد بالقربان فيجدّد الأرواح ليرافقها أينما ذهبت وليشاركها أفراحها وأحزانها…
الإفخارستيا هي تأوينٌ وتجسيدٌ لحضور الربّ الدّائم في الكنيسة ومعها وعليه فإن يوم خميس الأسرار هو مناسبةٌ تدعونا إلى تقييم علاقتنا بالقربان، جسد ودم ربّنا يسوع، ومدى وعينا لأهميّته في حياتنا وفي حياة الكنيسة!
لقد ترك الله لنا خير ميراث ننعم به، جسد ربّنا يسوع المسيح ودمه، كلمته الوحيدة وابنه الحبيب…
فليساعدنا الربّ كي لا نفرّط بهذه الأمانة التي حفظتها لنا الكنيسة في سرّ الإفخارستيا كي نشبع ونرتوي إلى الأبد!
في هذه الليلة، كلٌّ منّا مدعوٌّ أن يضع أمام القربان الّذي سنسجد أمامه اليوم همومه وكلّ ما يشغله في دنياه عن ربّه وحتّى عن ذاته… وليستعد كلّ منّا روحه ويرفعها مع الصلوات إلى الله كي يملأها من فيض حبّه وحضوره وحنانه…
إنّها ليلة الصمت داخلنا لنصغي إلى همس إلهنا المحبّ…
لذلك يا ربّ اسمح لنا اليوم بأن نتأمّلك في سرّ القربان فنصلّي معك في ليلة النزاع وندخل إلى سجنك الّذي هو وحده يحرّرنا من عبوديّات الأرض وأصنام الحياة!
خميس أسرار مبارك!
Share via:
