احتفلت جامعة سيدة اللويزة و”مركز التعلم مدى الحياة” بتخريج الدفعة الأولى من المشاركين في الدبلوم المهني في الدراسات البلدية، برعاية وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، في حرم جامعة سيدة اللويزة – زوق مصبح.
حضر الحفل النائبة ندى البستاني ممثلة “التيار الوطني الحر”، النائب رازي الحاج ممثلا حزب “القوات اللبنانية”، ممثل النائب فريد هيكل الخازن رشيد الخازن، الوزراء السابقون: زياد بارود، مروان شربل، بسام مولوي، المحامي ميشال حكيم ممثلا حزب الكتائب اللبنانية، مستشار رئيس الجمهورية ورئيس مكتب الدراسات في القصر الجمهوري العميد الركن زياد هيكل، ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله العميد عبدو خليل، ممثل مدير عام الأمن العام اللواء حسن شقير العميد بسام فرح، ممثل مدير عام أمن الدولة اللواء ادغار لاوندوس العميد ريمون أبو معشر، مديرعام الدفاع المدني العميد نبيل فرح، المديرة العامة للإدارات والمجالس المحلية في وزارة الداخلية والبلديات فاتن محمد أبو حسن”.
كما حضر محافظ بيروت القاضي مروان عبود، السكرتير الأول في سفارة هولندا رئيس قسم التعاون الإنمائي جان- جاب ساس، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري ورابطة خريجي الجامعة برئاسة إيلي حنا ومدير “مركز التعلم مدى الحياة” ومركز التعلم الإلكتروني الدكتور داني قزي، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب المدبر يوسف نصر، الأمين العام للمدراس الإنجيلية الدكتور نبيل أسطا، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم روجيه هاني، رئيس المجلس العام الماروني المهندس ميشال متى، المدراء العامون والقائمقامون في كسروان وجبيل ورؤساء إتحادات بلديات كسروان، الفتوح، جبيل، البترون، المتن الجنوبي، بشري ورؤساء المجالس البلدية والإختيارية وأعضائها من مختلف المناطق وشخصيات أكاديمية وعسكرية وثقافية وإعلامية.
استهل الحفل بالنشيد الوطني، فكلمة ترحيب ألقاها مدير مكتب الشؤون العامة البروتوكول والعلاقات الإعلامية في الجامعة ماجد بو هدير الذي قال: “في كل مرة تنبض هذه القاعة الدائرية بإحتفال، إفتخار، إعلان، تخريج، عرض، إستقبال، صلاة وأكثر، نقول في داخلنا، ما هو سرها؟ كيف بها في تخبىء لنا المفاجآت السارة في صفحات تجليات هذه الجامعة المريمية اللويزية التي تخوض مشوار الرسالة التعليمية منذ أكثر من ثلاثة قرون، وإلى جانب كلياتها السبع التي تشع بالإختصاصات الأهم، يأتي مركز مركز التعلم مدى الحياة الذي يلعب دورا مركزيا في التدريب والتعليم المستمر وتنمية وتمكين القدرات العملية التكميلية للقطاعات المجتمعية، والإدارية في الحقل الخاص، بما يتماشى مع تطور المجتمع وسوق العمل ويأتي اليوم بمبادرة تعني الحقل العام بشكل مباشر ألا وهي التعليم المهني البلدي الذي تحتاجه البلديات، هي التي نبضت منذ ماض قريب من خلال إنجاز أكثر من ناجح لوزارة الداخلية والبلديات التي ساهمت بعودة شعلات المناطق للتوهج، والتألق لما فيه خير لبنان”.
أضاف: “اليوم تأتي وزارة الداخلية بشخص معالي وزير الداخلية أحمد الحجار إلى داخل هذه الجامعة التي تختصر صورة الوطن، وطن يحتاج إلى وزراء يلتزمون حتى العظم في خدمته، يأتي معالي الوزير لكيما يسلم مفتخرا شهادات الديبلوم في التعليم المهني البلدي لستين مواطنا لبنانيا أرادوا أن يبقوا ههنا يخدمون هذا الوطن بدورهم وينصهرون في البلديات التي تنتظر علمهم وثقافتهم”.
ثم قدم مدير “مركز التعلم مدى الحياة” و”مركز التعلم الإلكتروني” عرضا تفصيليا حول “برنامج التطوير المهني المتكامل للبلديات والمنظمات غير الحكومية (IMPACT) “، مشيرا إلى أنه “ثمرة تعاون مثمر بين مؤسسات أكاديمية، حكومية ودولية، ويهدف إلى رفع مستوى الأداء وتعزيز المهارات المهنية في القطاع البلدي وفي المنظمات غير الحكومية”.
وأوضح أن “هذا البرنامج يوفر دورات تدريبية متخصصة وشهادات معتمدة، تسهم في تطوير الكوادر البشرية، وتعزز الشراكة بين مختلف الجهات المعنية، بما يساهم في بناء مؤسسات أكثر كفاءة واستدامة، قادرة على تلبية حاجات المجتمع المحلي بشكل فعال”.
ولفت الى أن “هذا البرنامج يقوم على خمسة عناصر رئيسية، تشمل إدراج موارد تدريبية من الوكالة الأميركية للتنمية في مكتبة الجامعة، تنظيم دورات متخصصة للبلديات والمنظمات غير الحكومية، تطوير المناهج الأكاديمية، تعزيز التعاون مع وزارة الداخلية، وإطلاق دبلوم مهني في الدراسات البلدية لتأهيل الكوادر المتخصصة”.
كما عرض لأبرز إنجازات المشروع وشملت: تطوير المراجع الأكاديمية وإتاحتها عبر مكتبة الجامعة، وتحديث البرامج التعليمية من خلال دمج الجانب التطبيقي بالمحتوى النظري، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل في مختلف المناطق اللبنانية بمشاركة نحو 150 شخصا. وقد تم أيضا إدخال البعد الأكاديمي في تطوير العمل البلدي عبر إطلاق الدبلوم المهني في الدراسات البلدية، الذي خرج 62 مشاركا من خلفيات واهتمامات متنوعة”.
وأوضح أن “المشروع ساهم في تعزيز التواصل مع وزارة الداخلية والبلديات، والمديرية العامة للإدارات والمجالس المحلية، كما أسهم في تحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة من خلال تنفيذ مشاريع مبتكرة في مجالات البيئة، والمياه، والطاقة والصحة، إلى جانب تفعيل دور المرأة التي شكلت 55% من عدد المشاركين، وتوسيع نطاق الوصول إلى التعليم مع الحفاظ على جودته”.
أما على صعيد التطلعات المستقبلية، فأكد “عزم الفريق على تفعيل دور اللجنة التوجيهية، وتطوير الدبلوم المهني القائم، فضلا عن إعداد برامج تدريبية خاصة بالشرطة البلدية، وبرامج متقدمة في الحوكمة المحلية المرنة والشاملة، والإدارة العامة”، مشددا على “أهمية تعزيز الشراكات والتعاون مع الجهات المحلية والدولية في المرحلة المقبلة”.
بدوره، قال رئيس الجامعة: “لعل ما يميز جامعة سيدة اللويزة من سواها، هو تلك المبادرات غير الأكاديمية التي تطلقها باستمرار، لأجل المساهمة في تطوير المجتمع اللبناني، ورفع مستوى أداء موارده البشرية وتمكينها وبناء قدراتها في إطار حوكمة رشيدة للأدوار العملانية ومشاركتها وانخراطها وتفاعلها في غير مجال. فإن جامعتنا تتطلع من زوايا مختلفة إلى مواطنة حقيقية أساسا بالأفعال وليس بالأقوال والشعارات”.
أضاف: “لما كانت جامعتنا مقتنعة بأن البلديات هي صورة مصغرة عن الدولة، وهي الأقرب إلى المواطن، فحري بهذه البلديات أن تكون على مستوى ما يبغيه المواطن في خدمته، وعندما نقول: “بلدية”، فإننا لا نعني المباني والمكاتب والتجهيزات، بل نتطلع إلى الجهاز البشري الذي يعمل داخلها في خدمة القانون والمواطن. ولكي يحسن هذا الهرم من الرئيس إلى آخر موظف كيفية التعاطي في هذا المرفق العام، ولدت لدينا فكرة مشروع التدريب للحصول على الدبلوم المهني في الدراسات البلدية، الذي يغطي جميع الجوانب الإدارية لإدارة البلديات”.
وتابع: “ها نحن اليوم نخرج برعاية وحضور معالي وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار الدفعة الأولى من المتدربين الذين سيحصلون على هذا الدبلوم الذي سيشكل قيمة مضافة إلى أدوارهم ومواقعهم في بلداتهم وبلدياتهم. نطلق مشروع شراكة مع وزارة الداخلية والبلديات، لتدريب دفعات جديدة من الموظفين وأعضاء في مجالس بلدية ورؤساء بلديات ومرشحين مستقبليين وسواهم، لنيل دبلوم مهني في الدراسات البلدية، بما فيها مجالات الحوكمة الرشيدة وتحسين العمليات والنتائج ضمن بلدياتهم”.
وأشار الى “الواقع المتردي الذي يعانيه القطاع العام منذ عقود، حيث تستهلك القوانين بأساليب تقليدية بعيدة عن الحداثة والشفافية، في ظل تفشي الفساد”، مؤكدا أن “مشروع الجامعة التدريبي بالشراكة مع وزارة الداخلية والبلديات جاء كخطوة عملية للمساهمة في تحسين أداء الإدارات المحلية وبناء قدرات العاملين فيها”، داعيا “الوزارات الأخرى إلى عقد اتفاقيات مماثلة مع الجامعات والقطاع الخاص”.
ووجه “نداء صريحا إلى المسؤولين في القطاع العام لتحمل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية من دون تأجيل أو تبرير، في ظل مواجهة مصيرية بين دولة تبنى على القانون ومجتمع يتفكك بفعل الفوضى والاستنسابية”.
أما وزير الداخلية والبلديات فقال: “يسعدني أن أكون بينكم اليوم للاحتفال سويا بتخريج الدفعة الأولى ضمن برنامج الدبلوم المهني لتمكين البلديات. هذه المناسبة تحمل رمزية كبيرة وبعدا وطنيا متعدد الدلالات، فتمكين البلديات هو الحجر الأساس في بنيان نظام اللامركزية الإدارية الموسعة الذي نصبو إليه تنفيذا للدستور ووثيقة الوفاق الوطني، والتزاما بما ورد في البيان الوزاري لحكومة الإصلاح والإنقاذ”.
أضاف: “ان البلدية تبقى المحرك المحوري لعملية التنمية المحلية التي من شأنها تحقيق الإنماء المتوازن على المستوى الوطني، فالبلدية مهما كبر أو صغر حجمها، تلعب دورا فاعلا في تقديم الخدمات الحيوية واليومية للمواطنين ضمن النطاق البلدي. فمن خلال هذا البرنامج الأكاديمي والمهني، يتم بناء القدرات البشرية للبلديات لتكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها من جهة، ولتكون على قدر تطلعات المواطنين وآمالهم من جهة أخرى”.
وتابع: “إن وجودنا اليوم في جامعة سيدة اللويزة ليس صدفة، فهذا الصرح التربوي العريق عودنا على عطاءات بحجم الوطن وعلى كل ما يخدم المصلحة العامة وخير المجتمع. فلنصنع سويا بالعلم والمعرفة مستقبلا كريما وواعدا لأبنائنا وأحفادنا”.
واردف: “ان قوة لبنان هي بوحدة أبنائه، وبقدرة الدولة على بسط سلطتها على كامل التراب اللبناني بقواها الذاتية حصرا، وبالعمل الدبلوماسي الدؤوب لتحرير كل شبر من أرض الجنوب، وبإعادة الإعمار والإلتزام بالإصلاحات والشفافية والمحاسبة، توصلا إلى بناء دولة تليق باللبنانيين، تحفظ كرامتهم، وتصون حقوقهم، وتستعيد ثقتهم بمؤسساتهم.
وختم: “أتوجه بالشكر والتقدير لكل من سعى إلى إطلاق هذا الدبلوم المهني في الدراسات البلدية، ولكل من ساهم في تمويل هذا البرنامج وأخرجه إلى حيز الوجود ليكون محطة مضيئة في مسار إعادة نهوض لبنان وأشكر إدارة جامعة سيدة اللويزة بشخص رئيسها الأب الدكتور بشارة الخوري متمنين لهذه الجامعة الجامعة، دوام التقدم والترقي لما فيه خير الوطن ورفعة بنائه”.
هدية تذكارية
وتخلل الحفل إطلاق الدورة الثانية من البرنامج، واختتم بتقديم رئيس الجامعة هدية تذكارية لوزير الداخلية والبلديات عبارة عن “كتاب لبنان الكبير”.
