المجازر المروعة مستمرة ومتواصلة في القطاع وعلى مرأى ومسمع العالم والذي يتابع هذه المشاهد الدموية والتي تصل الى كل مكان في هذا العالم.

من الأهمية بمكان ان نؤكد ان ما يحدث حاليا في غزة انما هي نكبة جديدة ومتجددة فأهل غزة بغالبيتهم هم لاجئون منذ عام48 وها هم اليوم يتعرضون لنكبة جديدة اشد قساوة وهمجية عما حدث معهم اثر النكبة الأولى عام 48.

الى متى سوف تستمر هذه الحرب وخلال الساعات المنصرمة اشتدت وطأتها وزاد القصف واستهدف مدنيون ومزيدا من الأطفال .

ستبقى رسالتنا وسيبقى نداءنا الذي نطلقه دوما من القدس بضرورة ان تتظافر الجهود وان تنجح المبادرات الهادفة لوقف هذه المأساة .

لقد أضحت غزة مكانا غير قابل للحياة ودمر فيها كل شيء وعندنا عشرات الالاف من المدنيين الذين فقدوا حياتهم ناهيك عن شريحة الأطفال التي يتم التنكيل بها.

نداءنا العاجل نتمنى ان يصل الى كل مكان بضرورة وقف هذا النزيف وهو نزيفنا جميعا ونزيف الإنسانية وكافة الاحرار في سائر ارجاء العالم.

لم نؤيد ما حدث يوم 7 أكتوبر فالنضال الفلسطيني التحرري كان دائما يأخذ بعين الاعتبار القيم الإنسانية والأخلاقية وتجنب المساس بالمدنيين وما حدث في هذا اليوم المشؤوم انما هو امر يرفضه كل انسان عنده قيم إنسانية او أخلاقية وأننا لا يمكننا ان نقبل او نبرر بأي شكل من الاشكال استهداف المدنيين أيا كان دينهم او خلفيتهم العرقية ولكن ما حدث بعد هذا انما هي حرب الإبادة واستهداف مروع وبشع وغير مسبوق لشعب محاصر منذ سنين يعاني من الفقر والعوز وقد أتت هذه الحرب لكي تدمر كل شيء وما اكثر الاحلام والطموحات التي طمرت تحت الركام.

ما ذنب اهل غزة لكي يعاقبون ولكي يعيشوا في ظل حرب همجية قذرة هدفها تدمير كل شيء وحرق الأخضر واليابس ، ما ذنب اهل غزة لكي يعيشوا في ظل كارثة ومأساة لم تتوقف منذ اكثر من عام ونصف .

نطالب المرجعيات الروحية والهيئات الحقوقية وكافة زعماء العالم والاحرار في كل مكان بضرورة الا ينسوا أهلنا في غزة فما يحدث هناك ليس مشهدا اعتياديا بل هي كارثة شعب ومأساة أناس أبرياء يعاقبون ويدفعون ثمنا باهظا في ظل حرب همجية دموية ظالمة .

يجب ان تبذل جهود اكبر من اجل وقف الحرب ، ويجب ان يصل الصوت المنادي بوقف الحرب الى كل مكان وخاصة الى الحكام والجبابرة في هذا العالم ، فمأساة غزة يجب ان تنتهي الان الان وليس غدا

أوقفوا حرب الإبادة فشعب غزة واهلنا هناك يستحقون الحياة والتي يستحقها كل انسان فلا تحرموا اهل غزة من ان يبقوا على قيد الحياة وقد ودعوا عشرات الالاف من احبتهم ومن بقيوا على قيد الحياة يجب ان يبقوا احياء فكفانا ظلما وامتهانا للكرامة الإنسانية واستخفافا بحياة الفلسطيني ، فالدماء الفلسطينية ليست رخيصة كما هي دماء كل انسان في هذا العالم وازدواجية المعايير مرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلا

المطران عطا الله حنا

رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس

القدس 16/5/2025