ولد عالم الآثار الفلسطيني ديمتري برامكي في القدس عام 1909، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها. بدأ مسيرته المهنية عام 1927 كمفتش في دائرة الآثار التابعة لحكومة الانتداب البريطاني، ودرس التاريخ القديم وعلم الآثار بالمراسلة في جامعة لندن، حيث حصل على شهادة البكالوريوس عام 1934.

في عام 1938 تم ترقيته إلى “كبير المفتشين” في دائرة الآثار، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1948، حيث شارك في حفريات أثرية في مختلف أرجاء فلسطين، أبرزها خربة المفجر في أريحا. ويُعتبر برامكي من أوائل علماء الآثار الفلسطينيين الذين نشروا تقاريرهم في فصلية دائرة الآثار في فلسطين.

بعد انتهاء الانتداب البريطاني في أيار 1948، وأثناء انتقال الضفة الغربية إلى الحكم الأردني، أدار برامكي لفترة وجيزة متحف فلسطين للآثار في القدس، ثم عمل أمين مكتبة ومستشارًا أثريًا في المدرسة الأمريكية للبحث الشرقي. بين عامي 1950 و1951، انضم لبعثة جيمس كلسو في حفريات جديدة في أريحا، وفي عام 1951 التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، حيث درّس علم الآثار وأصبح قيّمًا على متحف الآثار التابع للجامعة حتى تقاعده عام 1975.

حاز برامكي على الدكتوراه في الآثار الإسلامية من جامعة لندن، وكانت أطروحته بعنوان “الثقافة والعمارة العربية في الفترة الأموية”، معتمدًا على نتائج الحفريات في قصر هشام عام 1958. خلال إقامته في لبنان، قام بأبحاث حول الفينيقيين، ونشر كتابه “فينيقيا والفينيقيين” عام 1961، بالإضافة إلى أعمال أخرى حول متحف الجامعة الأمريكية في بيروت ومجموعات المسكوكات. وفي عام 1969، نشرت دائرة الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية كتابه “الفن والعمارة في فلسطين القديمة”، الذي استعرض تاريخ فلسطين منذ القدم وحتى الفترة العثمانية، مؤكدًا وجود كيان فلسطيني مستمر عبر التاريخ.

عُرف برامكي أيضًا بحفرياته في تل الغسيل بسهل البقاع بدءًا من عام 1956، وعمل في الكويت والعراق وليبيا، حيث شغل منصب خبير في اليونسكو بين 1964 و1965، وأشرف على الآثار في طرابلس الغرب. كما اكتشف عام 1969 موقع جميرا في دبي.

توفي ديمتري قسطنطين برامكي عام 1984 في مدينة هنتنغتون بيتش بولاية كاليفورنيا الأمريكية، تاركًا إرثًا علميًا مهمًا في مجال الآثار الفلسطينية والعربية.