في الثالث من تشرين الثاني، يحيي دير التجسّد للراهبات الكرمليّات الحافيات في أفيلا تقليدًا روحيًا عريقًا يستعيد لحظة مفصلية في تاريخ الرهبنة الكرمليّة: ارتداء القدّيسة تريزا ليسوع ثوب الكرمَل المقدّس عام 1536. هذا الاحتفال، المتوارث منذ قرون، يشكّل شاهدًا حيًا على عمق الروحانية التي انبثقت من حياة هذه القدّيسة الإصلاحية، إذ تتزيّن الراهبات بالمعاطف البيضاء ويحملن الشموع، سائرين في تطواف تعبّدي، تتعانق فيه الأناشيد والصلاة مع عبق الذاكرة.

وتعيد هذه الذكرى إلى الواجهة تلك اللحظة التي أعلنت فيها الشابة تريزا دي سيبيدا دي أهومادا تكريس حياتها لله، فاتحةً صفحة جديدة في مسيرة الروح الكرمليّة. ويتجلّى في هذا الطقس، كما يقول الرئيس العام السابق للرهبانية الأخ إستيبان للقدّيس يوسف، إرثٌ يُحرّك النفس ويمتلئ فرحًا بالروح الذي تركته القدّيسة. وهكذا، يتحوّل دير التجسّد كل عام إلى فضاء يلتقي فيه التاريخ بالإيمان، فتنبض الجدران بذكرى بداية واحدة من أعمق التجارب الروحية في تاريخ الكنيسة.