اقامت جمعية “بوزار” للثقافة والتنمية رحلة بيئية، ثقافية و اجتماعية في محافظة عكار، شملت مثلث بينو- البرج – بزبينا، شارك فيها حوالي 80 شخصا من طرابلس ومن باقي الاقضية الشمالية وشكلوا بتنوعهم المناطقي والمهني والمدني عينة من العائلة الشمالية الجميلة.
انطلقت القافلة من طرابلس وكانت محطتها الاولى بلدة بينو حيث استقبلتها رئيسة البلدية د.كارول فارس بحضور عدد من الاعضاء وحشد من الاهالي وبعد كلمات الترحيب، شارك الوفد بدعوة من رئيسة البلدية على “ترويقة قروية” في سوق البلدة القديم، تخلله عرض و شراء للمونة القروية .
ثم توجه الجميع سيرا في السوق القديم نحو بحيرة ومحمية عصام فارس في البلدة. حيث انتشر الجميع في نواحي البحيرة المحاطة بالاشجار الوارفة.
وقدم ابن المنطقة الموسيقار المعروف د.هياف ياسين مشكورا “باقة” من المعزوفات الجميلة على الة السنطور ،وشملت اغاني طربية وتراثية وشعبية، بمشاركة حماسية لافتة من الجمهور.
كما شرح د. هياف تاريخ الصنبور القديم ودوره في تطور الموسيقى، ذاكرا انه شكل الاساس لنشوء الة البيانو عماد الموسيقى الغربية، خصوصا الكلاسيكية.
و بعد شرح من د.سعاد الاسعد لتاريخ المنطقة، خصوصا في المرحلة التي كان فيها لعكار وللعائلة المرعبية دورا اساسيا في الثنايا السياسية والادارية للحكم العثماني.
ثم توجه الجميع في مسيرة داخل البلدة وبين بيوتها التراثية الجميلة، سيرا ايضا نحو بلدة البرج المجاورة والسراي المرعبية فيها التي يعود تاريخها لأكثر من مئتي سنة و حكم منها المراعبة منطقة عكار ومناطق اخرى من بلاد الشام في القرنين التاسع عشر والعشرين.
واستقبل الوفد على مداخل السراي التي شهدت ترميما وتحديثا بارزين، حشد من النخب الاهلية والثقافية والبيئية يتقدمهم الاستاذ عصام عبد القادر والدكتور كمال خزعل. و بعد ان جرى تكريم الوفد وتقديم القهوة و”العصائر” رحب الاستاذ عصام بالوفد شارحا طبيعة التحديثات التي شهدتها السراي التي باتت معلما تاريخيا و تراثيا و ثقافيا و سياحيا يضم مطعما و مقهى وقريبا مركزا ثقافيا.
وبعد كلمة شكر من المسؤولة في “بوزار” باسمة بارود و كلمة موجزة لرئيس الجمعية د. طلال خواجة شكر فيها المستقبلين، وركز على أحد اهداف الجمعية وهي إبراز السياحة البيئية في عكار، علما انها تختزن كنوزا بيئية وجمالية وتاريخية وتراثية وثقافية وطبيعية تشكل اساسا لدور واعد في لبنان الجديد، خصوصا اذا تم انجاز مطار رينيه معوض في القليعات الذي سيكون له دورا اساسيا في الانماء العكاري و الشمالي عموما.
ثمً شرح الدكتور خزعل واقع وآفاق العمل الثقافي والبيئي و الاجتماعي في عكار.
و قبل المغادرة قدمت الجمعية كتابها بعنوان “بوزار تمحو خطوط التماس الطرابلسية” للاستاذين عصام عبد القادر وكمال خزعل ولرئيسة بلدية بينو التي شاركت على رأس وفد من البلدة في الاستقبال الذي اقيم في السراي المرعبية.
ثم غادر”الوفد البوزاري” السراي باتجاه بزبينا، بمسيرة بيئية رافقها الدليل البيئي خالد رديف عبر الشقدوف والبساتين وحارات بزبينا التراثية وصولا للبلدية التي اعدت استقبالا كبيرا تقدمه رئيس وبعض اعضاء البلدية مع الضيافة العكارية من قهوة وعصائر و فواكه من انتاج البلدة التي تجسد العيش الواحد وتغزل نسيجه بخيوط من الجمال. وبعد كلمة وازنة لرئيس البلدية السيد طارق خبازي وتقديم الكتيب من د. خوجة جال الوفد على بعض المواقع البئية في البلدة، كما اطلع على الاشغال في مسرح الريف و في الحديقة العامة وفي بزبينا هايكنغ كلوب.
و كانت محطة الوفد الاخيرة هي الغداء في مطعم “المطاحن” على ضفاف نهرعرقا، حيث شارك الكثير من اعضاء الوفد بالرقص والدبكة على اصوات الطبل و البزق، قبل ان يغادروا الربوع العكارية.
